مثل سائر الايام الاخيرة تعيش مختلف ارجاء ولاية القصرين خلال ساعات النهار هدوءا تاما، لكن في الليل تبدا التحركات الاحتجاجية بحرق العجلات واغلاق بعض الطرقات واستهداف وحدات الامن بالحجارة ترد عليها هذه الاخيرة بالغاز المسيل فتنطلق عمليات الكر والفر لتفريقهم، وهذا «السيناريو»تجدد ليلة اول امس في احياء النور والسلام والفتح بمدينة القصرين وباقل حدة في حي الزهور، ليتحول الى»عادة ليلية» تقودها مجموعات شبابية اغلبها من التلاميذ والمنقطعين عن الدراسة من صغار السن.. الذين يسهرون على نيران العجلات المشتعلة للتغلب على برد القصرين القارص في الليل واطلاق الشماريخ مثلما سجلناه ليلة اول امس بحب النور ثم يعودون الى منازلهم، والسؤال المطروح اين عائلاتهم ووالديهم ولماذا لا يحرصون على منعهم من الخروج ليلا واجبارهم على العودة مبكرا الى مساكنهم و»السهر» في مراجعة دروسهم او مشاهدة البرامج التلفزية مثلما تعيش اغلب الاسر التونسية؟؟ نفد الغاز المسيل فانسحب الأعوان وتم حرق منطقة الأمن في تالة تصاعدت ليلة اول امس الاحتجاجات في مدينة تالة والتي تقودها مجموعات صغيرة ومتفرقة من الشبان وحتى الاطفال الذين لا تتجاوز اعمارهم 16 سنة «هوايتها» اشعال الاطارات المطاطية في الطرقات ورشق اعوان الامن بالحجارة، وحوالي الساعة العاشرة والنصف ليلا انقطع الكهرباء عن كامل المدينة تقريبا وتوقيا من حصول تطورات خطيرة انسحب اعوان الامن من الشوارع وعادوا الى مقراتهم، ثم تولوا افراغ منطقة الامن من الاسلحة والمعدات والاثاث والوثائق وحملوها معهم وغادروها في اتجاه المدخل الجنوبي المؤدي للقصرين غير بعيد عن مركز الحرس الوطني، فاقتحمها المحتجون واحرقوها، وهي المرة الرابعة تقريبا منذ الثورة التي يتم فيها احراق مقرات امنية بالمدينة، وحسب مصادر من معتمدية تالة فان وحدات الامن انسحبت بعد ان انتهت كمية الغاز المسيل التي كانت بحوزتها، ولم تعد قادرة على تفريق المحتجين ومنعهم من الوصول للمقرات الامنية الا بالرصاص وخوفا من سقوط قتلى فانه وبالتشاور مع السلط الجهوية والمحلية فضلت الانسحاب، وتم نشر وحدات من الجيش الوطني بالمدينة لحماية المنشات الهامة واولها مقر المعتمدية الذي يوجد في قلب المدينة على شارعها الرئيسي.. من جهة اخرى نفت مصادر امنية ل»الصباح « ان تكون تالة خالية تماما من وحدات الامن الداخلي لان اعوان الحرس مازالوا يمارسون عملهم بشكل عادي ولم ينسحبوا من المدينة.