استعادت مدينة القصرين ليلة اول امس هدوءها التام وغابت عنها الاحتجاجات الليلية التي تواصلت ثلاث ليال متتالية باحياء الزهور والنور والسلام، ولم نسجل طوال الليلة الفاصلة بين الخميس وامس الجمعة أي تحركات او احراق للعجلات المطاطية او استهداف لاعوان الامن المنتشرين بمداخل الاحياء المذكورة واهم مفترقاتها بالحجارة.. ويعود استقرار الوضع بالمدينة الى المجهودات الكبيرة التي بذلتها وحدات الامن من خلال اتصالها على مدى ساعات النهار باهم الفاعلين في المجتمع المدني من متساكني مناطق الاحتجاجات وعديد الاهالي في مساكنهم ودعوتهم الى المساهمة في توعية ابنائهم والمجموعات الشبابية باحيائهم بالابتعاد عن الخروج ليلا الى الشوارع واشعال العجلات ورشق اعوان الامن بالحجارة لان ذلك سيعود عليهم بالوبال ويؤدي الى تتبعهم عدليا ويعطي انطباعا سيئا عن الجهة ويساهم في عزوف المستثمرين عن الانتصاب ورفض اقامة مشاريع فيها من شانها ان توفر العديد من مواطن الشغل وتساعد على دفع عجلة التنمية بمختلف ربوع الولاية، كما كان للانتشار المكثف(حتى في النهار) لوحدات من الجيش الوطني (بما في ذلك المدرعات) ومختلف اسلاك الامن الوطني من حرس وشرطة في اهم الاماكن وبالقرب من المنشات العمومية والفضاءات التجارية الكبرى وتسيير دوريات متنقلة قرب المعاهد الثانوية والاعداديات دور هام في عودة الهدوء والاستقرار بالمدينة.. وتاكيدا لتوقف الاحتجاجات الليلية قام والي القصرين سمير بوقديدة ليلة اول امس مصحوبا بدوريات مشتركة من الجيش والامن الوطنيين بزيارات لاماكن احتجاجات الليالي الثلاث السابقة بالزهور وحي النور وتحدث مع متساكنيها واستمع الى مشاغل شبابها بمن فيهم بعض من شاركوا بالحضور في الاحتجاجات واهمها حالة البطالة التي انتشرت بصفة شبه كلية في صفوف اصحاب الشهادات العليا الذين ملوا الفراغ والضياع وخواء جيوبهم، اضافة الى ارتفاع الاسعار وغلاء المعيشة.. يوسف امين