تلعب مادة الحلفاء بجهة القصرين دورا هاما في اقتصاد الولاية سواء من خلال تحويلها الى عجين ورق رفيع يصدّر الى الخارج او صنع الورق وعدد من المواد الكيميائية، فضلا عن دورها الاجتماعي بما ان مصنع الحلفاء في القصرين يشغل حوالي 1000 شخص ونشاط جني النبتة يوفر مواطن شغل موسمية على مدى 6 اشهر في السنة لحوالي 6000 عائلة الى جانب مساهمتها في تامين الغطاء النباتي ومقاومة الانجراف والانجراد على مساحة 180 الف هك من اراضي الجهة، واستغلالها في قطاع الصناعات التقليدية لتحويلها يدويا الى عدة منتوجات )زرابي وحقائب).. عديد العوامل الطارئة من اهمها التغيرات المناخية خلال العشرية الاخيرة التي تميزت بنقص كبير في معدل نزول الامطار والتجاوزات التى طالت منابت الحلفاء خلال فترة الانفلات التي شهدتها الجهة بعد الثورة بحرق مساحات منها وتحويلها الى اراض محترثة )وهو امر ممنوع ويعاقب عليه القانون)، وعمليات التهريب التي اصبحت تستهدف الحلفاء لنقلها الى الولايات المجاورة والقطر الجزائري لاتخاذها كعلف للابقار!!!.. عوامل اصبحت تهدد حجم منابت الحلفاء التي اكدت دراسة اجريت منذ سنوات ان مساحتها بالجهة تتراجع سنويا بفعل العوامل المناخية بمعدل اكثر من 300 هك في العام(3319 هك خلال العشرية 1995 /2005)، واكيد ان هذا المعدل ارتفع بعد الثورة بفعل حرق مساحات اخرى وامام كل هذه الاشكاليات فانه اضحى من الصعب توفير كل حاجيات مصنع الحلفاء من هذه المادة والمقدرة سنويا ب30 الف طن.. واصبح من الضروري الاهتمام بحل الاشكاليات المذكورة لتنمية وحماية منظومة الحلفاء بالجهة للمحافظة على منابتها وتطوير البحث العلمي المتعلق بتقنيات تجديد منابت الحلفاء وإرساء منظومة لمتابعة المؤشرات البيئية بمنابت الحلفاء والتصدي لعمليات تهريب هذه المادة وتوفير الاعلاف بكميات كافية لقطيع الابقار حتى لا يضطر مربوها الى الاعتماد على الحلفاء لتغذيتها.. وفي هذا الاطار اعدت وزارة الفلاحة برنامجا خاصا لتنمية قطاع الحلفاء انطلق منذ اشهر بتنظيم ورشة حوله، كان سيشمل المعتمديات الخمس بالولاية التي توجد بها اكثر المنابت وهي القصرين الجنوبية وفريانة وماجل بالعباس وحاسي الفريد وسبيطلة، لكنه تم تغييره ليشمل مبدئيا مناطق الهشيم والدولاب والوساعية للقيام بتجارب نموذجية فيها قبل المرور الى بقية المناطق المستهدفة.