أكد الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي أمس في افتتاح أشغال الملتقى النقابي الدولي للتضامن مع فلسطين، على ضرورة تحرك المجتمع الدولي من أجل وقف مأساة الشعب الفلسطيني وقال «لا يمكن اليوم للضمير العالمي أن يبقى صامتا تجاه الجرائم المتكرّرة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي تجاه الشعب الفلسطيني». وبين نور الدين الطبوبي أن الملتقى النقابي الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني،الذي يشارك فيه أكثر من 50 نقابة دولية وعربية ومنظمات دولية على راسها الاتحاد الدولي للنقابات، يمكن أن يلعب دورا فاعلا لدعم حقّ الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلّة وعاصمتها القدس وأن يسعى إلى عزل القرار الأمريكي تماهيا مع موقف الأغلبية الساحقة للدول والمنظّمات والجمعيات غير الحكومية التي أدانت هذا القرار المنفلت عن الشرعية الدولية. يذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب كان اعلن رسميا في ديسمبر الماضي اعتراف إدارته بالقدسالمحتلة عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، في خطوة سبقتها إدانات وانتقادات عربية ودولية وإسلامية. وصوتت 128 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح قرار يدعو الولاياتالمتحدة إلى سحب اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل. توحيد الموقف النقابي الدولي وبين الطبوبي أن الملتقى يمكن أيضا أن يكون لبنة من لبنات النضال المستمر من أجل دعم القضية الفلسطينية معربا عن الأمل في التوفّق في توحيد الموقف النقابي الدّولي سواء خلال هذا الملتقى النقابي في تونس أو في موعد مؤتمر الاتحاد الدولي للنّقابات القادم. وشدد على أن الحركة النّقابية العالمية حركة واسعة وممتدّة وممثّلة ولديها كلّ المقوّمات المعنوية والمادّية والبشرية الهائلة لممارسة الضغط دفاعا عن الحقّ والعدل ودعما للقضية الفلسطينية مثمنا وقوف الاتحاد الدولي للنقابات وعديد المنظّمات النقابية الدولية والإقليمية مع الشعب الفلسطيني. بدوره دعا الأمين العام المساعد بالاتحاد الدولي للنقابات ماما دو ديالو، المجموعة الدولية الى تحمل مسؤوليتها في فرض حل الدولتين على قاعدة حدود سنة 1967 لإقامة الدولة الفلسطينية. وأكد ديالو في كلمته دعم منظمته الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني في اقامة دولة فلسطينية تكون القدس عاصمة لها، معبرا عن مساندته لصمود الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي . وجدد دعم منظمته لحقوق الشعب الفلسطيني في نيل الحرية والديمقراطية، ورفضها قرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. من جهته دعا سفير دولة فلسطينبتونس هائل الفاهم إلى اتخاذ إجراءات جريئة ضد إعلان قرار ترامب بأن القدس عاصمة لدولة الاحتلال وعدم الاكتفاء بردات الفعل المعهودة التي لم تتجاوز ردود الفعل الكلامية وتصريحات الإدانة والاستنكار. وشدد على ضرورة أن يتحرك ممثلو مختلف النقابات والمجتمع الدولي والمنظمات الوطنية المشاركة في المؤتمر للدفاع عن مبادئ السلام العالمي للضغط على الادارة الأمريكية كي تتراجع عن قرارها فورا بشأن القدس وأن تعيد النظر في مواقفها التي من شأنها أن تزيد من زعزعة الاستقرار بالشرق الاوسط. و دعا الاتحاد العام التونسي للشغل الى السعي لتحريك وتفعيل كل المؤسسات الدولية ذات الشأن وبحث كل الامكانيات معها لإعداد تحركات نقابية على الساحة الدولية لدعم القضية الفلسطينية وردع الانتهاكات الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته ومقدراته من خلال الدعوة الى مقاطعة المشاريع الإسرائيلية التي تدعم الاحتلال لا سيما وانه ثبت بالشكل القاطع بأن دولة الاحتلال خارجة عن كل قواعد القوانين الوضعية ولا تحترم القانون الدولي الإنساني وفق تقديره. ضغط معنوي وسياسي وكشف عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل سامي الطاهري، أن تنظيم الملتقى الدولي لدعم فلسطين يرمي الى توحيد الحركة النقابية الدولية في مساندة القضية الفلسطينية. وبين أن الملتقى يهدف الى اتخاذ اجراءات نقابية دولية تؤدي الى فرض ضغط معنوي وسياسي على الدول قصد الاعتراف بالحقوق الفلسطينية، ومزيد عزل الولاياتالمتحدةالأمريكية في أعقاب قرارها نقل سفارتها الى القدس. واعتبر، أن ذات المناسبة تمثل فرصة لزيادة الدعم الدولي النقابي لفلسطين قبيل انعقاد المؤتمر الدولي للنقابات الدولية المرتقب عقده خلال العام الجاري. وقد شهد الملتقى الذي ينعقد بمناسبة الذكرى الثانية والسبعين لتأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل حضور المنظمات الوطنية ومكونات المجتمع المدني ورؤساء الكتل البرلمانية وأعضاء الهيئة الادارية للاتحاد. وتوجت أشغال الملتقى بندوة صحفية تم خلالها الإعلان عن «بيان تونس تضامنا مع القدس».