سياسة التهميش وغموض المشاريع التي وعدت بها الحكومة وعدم تحقق الحد الادنى منها خلق لدى أهالي تالة حالة من الاستياء. «الشروق» رصدت بعض اراء المواطنين حول حالة الغليان ثم تحدثت الى السلط المعنية في النقل التالي : أهكذا تجازون تالة التي أكرمتكم بتقديم دماء ابنائها ؟ أبهذا الجحود تقابلون من احسنت اليكم ؟ بهذه الاسئلة بدأ عادل حيوني (استاذ) حديثه ويضيف ملقيا باللوم على رئيس الدولة ورئيس الحكومة اللذين قدما عند زيارتهما الى تالة في يوم الشهيد وعودا كثيرة للأهالي لكن ذهبت كلها ادراج الرياح ؟ ويتساءل أين المستشفى الجهوي وأين المنطقة الصناعية؟ .ويضيف عادل بنبرة غاضبة : حتى ابناء الجهة من اصحاب المليارات استنزفوها وخربوا ثروة الرخام ولم يجن الاهالي منهم سوى المرض ؟ لماذا لا تضغط الدولة لاستثمارها في المنطقة؟ ويستطرد محدثنا قائلا اذا كان المستثمرون يعزفون عن الاستثمار في تالة بتعلة غياب الامن فهذا ليس ذنب المواطن بل تقع مسؤوليته على عاتق الحكومة اولا. وهنا يتساءل لماذا لا تتدخل الدولة في الاستثمار بما انه تأكد لدى الناس بان وعود الاستثمار الخاص خدعة وضحك على الذقون ؟ لوبي قديم يسيطر
على دواليب عمل الولاية
اما أكرم السائحي (استاذ اقتصاد )فيفسر حالة اليأس لدى الناس بقوله ان هناك لوبيا قديما يسيطر على دواليب مركز الولاية بالقصرين يعمل منذ العهد البائد على تهميش تالة ويظهر ذلك في الطريقة التي اعدت بها مشاريع التنمية الجهوية وفي الارقام الاحصائية المغلوطة التي قدموها عن عدد سكانها فهل يعقل ان يكون عدد السكان 12500 ؟ فلماذا اذن تحاصر تالة وتقمع ايام الثورة بأكثر من 1700 عون امن؟ ويضيف اكرم بأنه من غرائب هذا اللوبي المستفحل في الولاية مقدرته على اعطاء صورة سوداء عن تالة لتخويف المستثمرين من التوجه للاستثمار فيها وكذلك فان تغلغل النزعة الجهوية في هذا اللوبي هوالذي يفسر حرمانها من المستشفى الجهوي رغم وعود الحكومة . ويؤكد من جهة اخرى محدثنا على ان حالة الاستياء لدى الناس بلغت اوجها نتيجة تدهور الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية وتفاقم البطالة وما ينتج عنها من انحرافات اجتماعية خطيرة الشيء الذي يؤشر على امكانية حدوث انفجار اجتماعي في الجهة قد لا يمكن التحكم فيه .ويختم السيد اكرم قائلا : المواطن في تالة يطالب السلط الان وليس غدا بضبط جدول زمني واضح لانجاز المشاريع المبرمجة وهويريد اثباتا عمليا لعزم الحكومة على تنمية الجهة والا فلن تزيده الوعود الكاذبة سوى اقتناعا بان تالة فعلا تقع معاقبتها في هذه المرحلة كما بقية المراحل التاريخية السابقة . في نفس المعنى يذهب السيد كمال صغيري (معلم)الى التأكيد على عدم الجدية في التعامل مع الملف التنموي والامني للجهة قائلا بان الناس هنا سمعوا بان الدولة رصدت اعتمادات وبرمجت مشاريع للمنطقة ورغم انها لا تلبي طموحات الجهة الا انها لم تر النور الى حد الان. واذا كانت جهات اخرى قد تقدمت فيها نسبة انجاز المشاريع بين 30 و70 بالمائة فإنها في تالة تكاد تكون معدومة تماما .فمن المسؤول ؟ ولمصلحة من هذا التأخير؟
المعتمد يتفهم استياء الاهالي ويوضح
« الشروق» طرحت هذه الهواجس على معتمد الجهة الذي فأكد بأنه يتفهم جيدا استياء ابناء الجهة وحالة الاحباط التي يشعرون بها لكنه في نفس الوقت يعتبر ان الوضع ليس سوداويا الى هذه الدرجة ويؤكد في الوقت نفسه انه يتابع كل الملفات المتعلقة بالتنمية بالجهة .وحول سير المشاريع أشار الى أن المنطقة الصناعية تم تدشينها مؤخرا من قبل وزير الصناعة وقال في هذا السياق ان مدير القطب التكنولوجي بالقصرين قد طمأنه بخصوص جاهزية الدراسات الاولية وعن موعد انطلاق التهيئة يرجح انه سيكون قبل نهاية العام الحال أما مصنع تعبئة قوارير الغاز فسيتم انجازه من قبل شركة «أجيل» على مساحة 5 هكتارات قابل للتوسعة في مرحلة قادمة ليحتضن مصنعا اخر خاص بزيوت محركات السيارات وستكون طاقة الاستيعاب التشغيلية 100 عامل في البداية على ان تصل بعد عامين الى 1000 عامل وعن موعد انطلاق الاشغال لاحظ ان عملية تهيئة الارض تعهدت بها الشركة المستثمرة وستبدأ اشغالها موفى شهر سبتمبر 2012 بالنسبة الى محطة التطهير يؤكد المعتمد ان كل الاجراءات قد اكتملت خاصة بعد اطلاع الوفد السويسري المتبني للمشروع على قطعة الارض المخصصة ومن خاصية هذه المحطة قدرتها على ارواء اكثر من 80 هكتارا سقوي كما يضيف ان الشركة السويسرية تبنت انجاز مخبر لتحليل المياه بمواصفات علمية وتقنية دقيقة كما تعهدت الشركة بتبني مشروع ايصال الماء الصالح للشراب الى ارياف الجهة ويقر المعتمد بان مشروع منطقة سقوية في منطقة زلفان بكلفة 4 مليارات على مساحة 400 هكتار قد وقع تعطيله من قبل بعض المتساكنين من خلال منع شق قنوات المياه اراضيهم لأسباب اغلبها غير موضوعية ويضيف بأنه قام صحبة مندوب الفلاحة وبعض اعضاء المجلس التأسيسي بزيارة منطقة زلفان للحوار مع المواطنين لحل الاشكال وأضاف وزارة التنمية عينت منسق خاص لمتابعة سير المشاريع أما بالنسبة الى مشروع المستشفى الجهوي يقول محدثنا بأنه للأسف غير مبرمج ودعا الى برمجته كما دعا وزارة املاك الدولة الى ضرورة تنظيم قطاع الرخام
تمويلات المشاريع البلدية لم تصل بعد
وحول تساؤلات المواطن في تالة عن مصير المشاريع البلدية من تطهير وتنوير عمومي ومنشآت رياضية والسوق البلدي وتعبيد طرقات التقت الشروق بالسيد محمد النصراوي عضوالنيابة الخصوصية الذي لاحظ ان الدولة قد خصصت في ميزانية 2012 مبلغ 1100 الف دينار لتهيئة الملعب البلدي وهيكلة القاعة المغطاة وترميم دار الشباب لكن والى حد الان لم تتلق البلدية التمويلات المرصودة ويبدوان المسؤولية من خلال مراسلات المندوبية الجهوية للشباب والرياضة تقع على عاتق الولاية اما بالنسبة لتعبيد الطرقات في حي المنجي سليم فلاحظ ان مكتب الدراسات المكلف لم ينه بعد الدراسة الفنية اما بالنسبة لبقية مشروع شبكة التطهير بالحي فأكد ان الاختيار وقع على المقاول وسيشرع قريبا في الاشغال وقد أشار محدثنا الى البطء في تنفيذ المشاريع وحمّل الولاية المسؤولية ورأى انها غير جديّة في التعامل مع تالة .