إثر الانجراف البحري على الشريط الساحلي بسليمان وقد أصبح مشكلا كبيرا تحرك من أجله المجتمع المدني بتبني حملات تحسيس ولفت نظر للمصالح المعنية ممثلة في وكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي مما أثمر القيام بالدراسات الفنية اللازمة ورصد الاعتمادات وبرمجة المشروع الذي انطلق مؤخرا في الأشغال الأولية والمتمثلة في تركيز الحضيرة والأشغال الطبوغرافية وقيس أعماق البحر وإنجاز السبر الجيوتقني وإعداد الأمثلة التنفيذية. ويشمل المشروع في جملة مكوناته حماية حوالي 5 كم من الشريط الساحلي لسليمان تمتد من وادي سلتان إلى سليمان الشاطئ بكلفة تقدر بحوالي 18 مليون دينار. وتتمثل أشغال الحماية في إنجاز ثلاثة سنابل صخرية يتراوح طولها بين 350 و370 م وإقامة حاجز صخري بطول 350م على مستوى شاطئ سيدي الجهمي وآخر على مستوى سليمان الشاطئ بطول 850م إضافة إلى إزالة كاسرات الأمواج قبالة نزل «سوليمار» وسليمان الشاطئ والتغذية الاصطناعية بالرمال لأربعة شواطئ بحوالي 400 ألف م3 من الرمال. كما سيتم تركيز مصدات رياح لاستصلاح الكثبان الرملية وتثبيتها ومنع تنقل الرمال خارج الشاطئ. وستعقد وكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي يوم الثلاثاء القادم بمقر بلدية سليمان جلسة إعلامية سيتم خلالها تقديم المشروع من حيث المكونات والأهداف وتأثيراته الإيجابية المنتظرة والإعلان عن موعد الانطلاق الفعلي لأشغال الحماية. وتجدر الإشارة إلى أن الشريط الساحلي لمنطقة سليمان يشكو انجرافا حادا يتجلى من خلال التراجع المستمر للخط الساحلي. وأفضت الدراسات إلى اقتراح وسائل الحماية الأنسب والتي سيتم تنفيذها ضمن برنامج حماية الشريط الساحلي التونسي المنجز في إطار التعاون بين الجمهورية التونسية وجمهورية ألمانيا الفيدرالية بتمويل مشترك بين ميزانية الدولة والبنك الألماني للتنمية، ويهدف البرنامج إلى الحد من التأثيرات السلبية للتغييرات المناخية على الشريط الساحلي بالبلاد التونسية على مستوى المناطق المهددة بالانجراف البحري.