في حادثة غريبة لا تحصل الا نادرا تفاجأت ام حديثة الولادة باستدعائها من قبل مصحة خاصة، بعد 5 ايام من الولادة لتعلمها انه وقع خطأ ووقع استبدال ابنها بطفل آخر فانتابت المرأة حالة هستيرية بعد تلقيها الخبر جعلتها تحت العناية الطبية بالمصحة المذكورة وتحت المراقبة النفسية نتيجة الصدمة .. «الصباح الأسبوعي « تحولت الى المصحة المذكورة وعاينت حالة الام التي كانت في حالة نفسية صعبة لا تقوى على الحديث فتوجهنا الى شقيقتها التي روت لنا اطوار هذه المأساة .. قالت «ع « استاذة تعليم ثانوي ان شقيقتها عادت بطفلها بعد ولادة عادية الى المنزل وكلها فرح وامل بالمولود الجديد وشقيق لطفلة عمرها 4سنوات .. لكن بعد 5 ايام اتصلت بها ادارة المصحة لتعلمها بضرورة الحضور لإجراء بعض الفحوصات على المولود الجديد.. فتوجهت شقيقتها رفقة زوجها الى المصحة وبمجرد وصولهما تم اعلامهما بحصول خطإ وان الطفل ليس ابنهما بل تم استبداله بطفل اخر... شعور غريب انتاب الام على اثر هذا الخبر الصادم خاصة وانها تعلقت بالطفل ولم تعد تقوى على فراقه ، بعد ان أرضعته واحبته كابن لها وملأ عليها حياتها .. عائلة اخرى ضحية.. وواصلت حديثها قائلة ان الاغرب ان هذه المأساة لم تطل شقيقتها وزوج شقيقتها وعائلتها فقط بل طالت ايضا عائلة اخرى كانت ضحية لهذا الخطإ وهي التي تفطنت الى عملية الاستبدال.. الضحية الثانية ام احست بنفس الوجع واللوعة والالم الذي احست به العائلة الأولى ..ام لتوأم طفل وطفلة اكتشفت غياب الشبه بين الشقيقين مما اثار شكوكها فأعلمت والده الذي اتصل بالمصحة وتأكدا من صحة شكوكهما وان الطفل لم يكن ابنهما بل وقع استبداله في المصحة بعد ان اخطأت القابلة في ملابس الطفلين.. الشكوك كانت تنتاب العائلتين كل من جهتها «عائلة التوام « وخاصة والده كان يحس بوجود خطإ غياب الشبه بين الشقيقين .. ومحدثتنا ايضا لاحظت كما الام ان «السوار» الذي كان بمعصم الجنين مختلف لكن ثقتهما في المؤسسة الصحية التي لا يمكنها ان تخطئ كان اكبر من احساسهما والأدلة التي كانت امامهما ... ولولا الشبه لبقي الخطأ دون ان يكتشف.. وهنا تساءلت محدثتنا عن مصير العائلة لو لم يتم التفطن الى هذا الخطإ في الابان، او لو تم التفطن اليه لاحقا في مناسبة اخرى بعد مرور عدة سنوات، من سيصدق ان شقيقتها بريئة وان الجنين تم استبداله بالمصحة؟ عدة اسئلة طرحتها محدثتنا ملاحظة ان هذا الخطأ الفادح هو استهتار وعدم انتباه من المؤسسة الصحية والذي قد ينجر عنه الكثير ... وهو ما قد اثار مخاوفها حول إمكانية وجود أخطاء أخرى وقعت في نفس المصحة .. وأضافت محدثتنا ان شقيقتها مازالت الى اليوم تعاني اثار هذه الصدمة وأنها تمر بحالة نفسية حرجة خاصة وأنها تعلقت كثيرا بالطفل.. ولاحظت ان شقيقتها وكل العائلة تنتظر موعد التحليل الجيني ADN الذي سيحدد نسب الجنين خاصة وان شقيقتها لم تعد لديها ثقة في اي شيء من حولها .. من جهة اخرى اعلمنا مصدر بمستشفى شارل نيكول عن موعد التحليل الجيني للرضيع والذي اكد انه سيكون جاهزا خلال هذا الاسبوع الجاري وبذلك يمكن التعرف على النسب الحقيقي للأطفال .. صعوبة الخطإ في مثل هذه الحالات استبعد دكتور ومسؤول سابق بمستشفى وسيلة بورقيبة بالعاصمة حدوث مثل هذه الاخطاء في العموم واعتبرها اخطاء فادحة في صورة حدوثها فعلا و كارثية بأتم معنى الكلمة ... واعتبر ان مثل هذه الاخطاء صعبة الحدوث خاصة وان اغلب الادارات والمستشفيات تعتمد إجراءات احترازية في اقسام الولادات على سبيل المثال وضع سوار يصعب فكه إلا بمقص أو مشرط على يد الجنين منذ لحظة الولادة يتضمن كافة المعلومات ومنها جنس الجنين واسم الأم ووزن الجنين وفصيلة الدم، إضافة إلى الإجراءات الأمنية على أقسام الولادة.. وقال إن هذه الإجراءات الاحترازية كفيلة بعدم حدوث أي تبديل للأطفال كإعطاء أم طفلا آخر غير طفلها. من جهته رجح مصدرنا ان هذه الاخطاء قد تكون بسبب سوء التنظيم او قلة الانتباه وهو امر اعتبره غير محبذ خاصة عندما يتعلق الامر بمسائل حساسة تتعلق بالأم وجنينها لأنها مسؤولية صعبة وحساسة والخطأ غير مسموح فيها.. من جهة اخرى لاحظ دكتور اخر مختص في امراض النساء والتوليد ان هذه الاخطاء لا يمكن ان تحدث على الاقل من جانبه لأنه يقوم بتصوير الجنين مع والدته حال الانتهاء من عملية الولادة ويقدم الصورة الى الام كذكرى لتبقيها معها..