انطلقت صباح أمس أشغال الدورة الأولى لمنتدى تمويل التجارة والاستثمار في إفريقيا «فيتا 2018» ، بحضور عدد كبير من الفاعلين الاقتصاديين بينهم حوالي 500 مسؤول وفاعل اقتصادي من إفريقيا. ويندرج تنظيم هذا المنتدى الاقتصادي في إطار إستراتيجية الحكومة لتمكين المؤسسات التونسية من النفاذ إلى السوق الإفريقية من جهة ودفع استثمار البلدان الإفريقية في تونس من جهة أخرى. المنتدى الذي أشرف عليه وزير التجارة عمر الباهي وقدم له في كلمات الافتتاح كل من بسام الوكيل رئيس مجلس الأعمال التونسي الإفريقي وجلول عياد الرئيس الشرفي للمجلس وكذلك فوفانا ابراهيما كاسوري وزير الدولة الغيني المكلف بالاستثمار الذي تناول الكلمة باسم كامل الوفد الإفريقي، حمل في طياته رغبة وتطلعات تونسية للتواجد وفرض الذات داخل السوق الإفريقية التي أصبحت الوجهة الجديدة لجميع الدول تقريبا باعتبارها سوقا ثرية غير مشتغلة قدرت قيمتها بألفي مليار دولار. سعي للتوسع إفريقيا.. قابلته مشاكل وعراقيل كلمة الافتتاح كانت للسيد بسام الوكيل الذي تحّدث عن العلاقات التجارية التونسية-الإفريقية والتي يعود تاريخها حسب قوله إلى 27 قرنا مشيرا أن هذا الرقم يؤكد عراقة هذه العلاقات وكبر حجمها ماضيا وبالتالي ليس من الغريب العمل على جعل هذه العلاقة كبيرة ومتينة اليوم. وقال الوكيل أن هذه الرغبة في الامتداد نحو إفريقيا من قبل المستثمرين تواجهها عراقيل ومشاكل كبيرة بداية من إشكاليات النقل وصولا إلى إشكاليات التمويل مرورا بالصعوبات الإجرائية والإدارية وكذلك قانون الصرف وصلابة تراتيب البنك المركزي. وبارك الوكيل ما تقوم به حكومة يوسف الشاهد اليوم للدخول في إفريقيا والعمل المشترك مع دولها. جلول عياد الرئيس الشرفي لمجلس الأعمال التونسي الإفريقي، عدد بدوره ما يتوفر للقارة الإفريقية من خيرات وفرص استثمار وتعاون مؤكدا أن أفاق واعدة للاستثمار تتوفر في هذه القارة. وتونس من حقها ان تتعاون وتستفيد وتفيد تجاريا واقتصاديا وخدماتيا في علاقاتها مع الدول الإفريقية. وهذا ما أكده فوفانا ابراهيما كاسوري وزير الدولة الغيني المكلف بالاستثمار الذي أشار إلى ما تعيشه إفريقيا من مشاكل رغم ثرائها مساندا الدخول الرصين والهادئ لتونس للمساعدة في جل هذه المشاكل وإفادة دول القارة بما يتوفر لديها من خبرات ومعارف وتكنولوجيا وكفاءات.. منتدى حول التبادل التجاري والاقتصادي مع إفريقيا من جهته بارك وزير التجارة عمر الباهي العمل الذي يقوم به مجلس الأعمال التونسي الإفريقي وما قدمه إلى حد الآن رغم صغر سنه. وشدد الباهي على دور القطاع الخاص مؤكدا أن هذا القطاع بإمكانه أن يكون المحرك الأساسي للعلاقات مع إفريقيا.. هذه القارة التي تحتل مكانة هامة في خطط وبرامج الحكومة. وأعلن وزير التجارة أن تونس ستنظم، يومي 24 و25 أفريل 2018، منتدى حول التبادل التجاري والاقتصادي مع إفريقيا بمشاركة عدد هام من المستثمرين والمسؤولين والفاعلين الاقتصاديين من جميع دول القارة الإفريقية وذلك في إطار تعزيز العلاقات الاقتصادية بين تونس وبلدان إفريقيا وتدعيم الاتفاقيات الثنائية بما يساهم في دعم الاستثمار والتجارة بين هذه البلدان. وأضاف الباهي، أن هذه التظاهرة ستعكف على تدارس إمكانيات التعاون والتبادل في 3 مجالات أساسية وهي: التعليم العالي والصحة والهندسة. دور البنوك وشركات الاستثمار منتدى «فيتا 2018» شهد مشاركة كبيرة وهامة لكل البنوك التونسية تقريبا والتي كانت ممثلة بمديريها العامين ونفس الشيء بالنسبة لشركات التامين وشركات النقل الجوي والبحري وغيرهما من الشركات المهتمة بالاستثمار في إفريقيا. وقد تم تخصيص جلستين، الأولى كانت تحت عنوان «التأمينات وصناديق الضمان: الآليات وطرق العمل» تناول الكلمة خلالها كل من أسامة القيصي الرئيس التنفيذي للمؤسسة الإسلامية لتأمين الاستثمار وائتمان الصادرات والسيدة سهيلة شبشوب رئيس مدير عام الشركة التونسية لتامين التجارة الخارجية وحسن الفقيه رئيس مدير عام «ستار» أما الجلسة المخصصة للقطاع البنكي والمنتظرة اليوم في ثاني أيام المنتدى فستتعلق بصعوبات وعراقيل قانون الصرف في تونس والحلول من اجل تمويل الاستثمار في إفريقيا. وسيشارك في هذه الجلسة، التي سيترأسها احمد الكرم، كل من ممثل عن البنك المركزي وسمير سعيد رئيس مدير عام الشركة التونسية للبنك، منذر غزالي رئيس مدير عام الاتحاد الدولي للبنوك، احمد رجيبة رئيس مدير عام بنك الإسكان، اليأس بالريانة عن «بيات»، حبيب بلحاج قويدر رئيس مدير عام البنك الوطني الفلاحي. 200 مليار دينار للاستثمار الدورة الأولى لمنتدى تمويل التجارة والاستثمار في إفريقيا «فيتا 2018» عرضت حوالي 200 مليار دينار من قبل مؤسسات التمويل والبنوك المشاركة من أجل تمويل التجارة البينية والاستثمار في القارة الإفريقية، مما يمكن أن يتيح للمستثمرين والمصدرين التونسيين المجال لتقديم مشاريعهم وبرامجهم قصد إيجاد التمويلات اللازمة لتفعيل مشاريعهم. وينتظر أن تسفر عن المنتدى بلورة إستراتيجية افريقية للنهوض بالصادرات والتجارة الخارجية بالقارة تمكن من الرفع من مستوى المبادلات التجارية التونسية مع الدول الإفريقية في حدود 10 بالمائة من المبادلات الجملية لتونس في أفق 2020.. إلى جانب تقديم آليات التمويل في القارة الإفريقية وتوفير فرص لقاءات مستقبلية مباشرة بين المؤسسات الإفريقية للتنمية الاقتصادية والبنوك وصناديق رأس المال المخاطر وصناديق الاستثمار. ويذكر أن جلسات أمس ركزت إلى جانب دور القطاع البنكي ودور مؤسسات التامين والضمان على السياسات الحكومية في مجال الاستثمار والتي حضرها مسؤولون عن البنك الإفريقي للتنمية إلى جانب عدد من مسؤولي مؤسسات التمويل الإفريقية وكذلك جلسة حول ضمانات الاستثمار في إفريقيا شاركت فيها مؤسسات وصناديق ضمان افريقية إلى جانب جلسة لعرض التوجهات الاستثمارية لعدد من البلدان الإفريقية. ويتضمن برنامج اليوم تدارس عديد الملفات التنموية في قارة إفريقيا من بينها واقع وآفاق المبادلات التجارية في إفريقيا وسياسات دعم التجارة بالقارة الإفريقية إلى جانب آليات تسهيل الصرف والاستثمار بالنسبة للتونسيين بالأسواق الإفريقية ومقاربات تمويل الشراكة بين القطاعين العام والخاص في إفريقيا.