تتميز ولاية جندوبة بطول مساحتها المتاخمة للحدود الجزائرية والتي تبلغ أكثر من 70 كلم وتشمل معتمديات طبرقة ،عين دراهم،فرنانة وغار الدماء،وهي ذات تضاريس صعبة متمثلة في جبالها الوعرة وأوديتها وشعابها العميقة ذات المنعرجات الحادة ما جعلها تكون الأرض الخصبة للتهريب. آلاف اللترات من البنزين المهرب،أجهزة الكترونية ومنزلية بمختلف أنواعها،أبقار وأغنام وأدوية مختلفة الأنواع و بكميات هامة اخر تمظهر لها كان يوم اول امس اين تم حجزها قبل أن يتم تهريبها إلى بلد مجاور، ونجح أعوان فرقة الأبحاث والتفتيش بعين دراهم يوم أمس من إيقاف صاحب شاحنة في ساعة متأخرة من الليل وعلى متنها أدوية مختلفة كانت مخفية وبأحكام في علب كرتونية وبلغت قيمتها الجملية 15ألف دينار،هذا وتم فتح تحقيق في الغرض لمعرفة مصدرها علما وأن الإدارة الجهوية للصحة بجندوبة تتابع الموضوع عن كثب من خلال عمليات تفقد بمختلف الصيدليات المتواجدة بالمستشفيات الجهوية والمحلية . عمليات تهريب الأدوية بالمناطق الحدودية بولاية جندوبة تنامت في السنوات الأخيرة بشكل كبير وأصبحت تهدد الاقتصاد الوطني ،فالظاهرة أثرت سلبا على غياب الأدوية ببعض الصيدليات ما دفع بعائلات المرضى الاستنجاد بولايات مجاورة أو جلبها من العاصمة بعد أن يتعمد عدد من المهربين شراء كميات هامة من الأدوية من صيدليات الولاية( حتى لاتثير الانتباه) وخزنها ثم في مرحلة لاحقة يتم تهريبها عبر المسالك الريفية الوعرة والتي عادة ما تكون آمنة وتقل فيها حركة السير سواء بوسائل النقل أوالمترجلين ولايمكن المرور عبرها إلا بواسطة شاحنات رباعية الدفع . الظاهرة تستدعي ضرورة محاربتها من الجذور خاصة وأن هناك عصابات تقف وراءها وهمها الوحيد الربح المادي على حساب صحة المواطن بالإضافة إلى مزيد من اليقظة لمحاربتها خاصة وأن الجهة استفحلت بها العديد من الأمراض المزمنة التي تستدعي من مختلف الأطراف المراهنة على القطاع الصحي خاصة طب الاختصاص وإنقاذ حياة المرضى الذين هم في أشد الحاجة لجرعة دواء «والماء اللي ماشي للسدرة الزيتونة أولى به›.