أسماء لأشخاص محفورة على الإسمنت، رسوم غرافيتي، كلمات أغان وقصائد تروي قصة الألم والأمل كذلك وغيرها مرسومة على الجدار العازل بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوالمكسيك. ذلك الجدار الذي وعد به دونالد ترامب خلال السباق نحو البيت الأبيض قبل أن ينفذ مشروعه بعد فوزه بالانتخابات الأمريكية. يروي هذا الجدار قصص الأقوياء الذين يشيدون الجدران الإسمنتية العازلة بين الشعوب لكن للفنانين رأي آخر إذ يسعى الفنان التشكيلي المكسيكي إينريكي شيو إلى تحويل الحائط العازل إلى أكبر لوحة جدارية في العالم. والرئيس الأمريكي دونالد ترامب وخلال حملته الانتخابية التي انتهت بوصوله إلى البيت الأبيض كان قد وعد "بتشييد حائط كبير" لدرء خطر المهاجرين المكسيكيين، لكنه لم يكن يتصور أن يتحول الجدار الموجود إلى عمل فني "جميل" بالفعل. وتسعى الجمعية المكسيكية "بوردارز أنجلز" وفق ما نقلته الصحافة العالمية إلى تحطيم رقم قياسي عالمي في تحويل الجدار الحدودي بين مدينة سان دييغو الأمريكية ومدينة تيخوانا المكسيكية الذي أسموه بالإسبانية "جدار الأخوة" إلى عمل فني فريد. مع العلم أن فكرة بناء جدار عازل بين البلدين الجارين الولاياتالمتحدةوالمكسيك يعود إلى عهد بيل كيلنتون. واليوم صار الجدار قبلة السياح والسكان المحليين بالمكسيك وقد نقلت الصحافة العالمية في ريبورتاجاتها حول الجدار صورا للزوار يلتقطون الصور ويقرؤون التعاليق التي كتبها مئات المارين بالجدار واغلب التعاليق لا تخلو من رسائل سياسية حيث يمكن مثلا قراءة أسماء جنود حاربوا مع الولاياتالمتحدة في بعض حروبها ثم أعادتهم إلى المكسيك، أو رسائل لعائلات فقدت أبناءها خلال محاولاتهم العبور خلسة نحو الولاياتالمتحدة بتسلق الجدار أو الالتفاف حوله... وحفرت على الجدار أسماء بعض هؤلاء وألصقت أسماء أخرى على قطع من القماش. وقد أراد الفنان التشكيلي المكسيكي إينريكي شيو استغلالها كل تلك الصور والكلمات وقطع القماش وقد أضفى عليها نفسا فنيا ليصبح الحائط لوحة جدارية فريدة من نوعها. وقد صرح لوكالات الأنباء أن الفكرة انطلقت "في 2016 واستهوت الكثيرين فتقرر إطلاق مشروع حائط الأخوة". وبدأ المشروع فعليا أواخر 2017. جدير بالذكر أنه عند هذا الجزء من الحدود في تيخوانا، وفي الجانب الأمريكي تتمركز وحدة من حراس الحدود الأمريكيين قابعة في سيارات رباعية الدفع، مرابطة عند أول نقطة من الجدار على مستوى البحر وهناك عدة كاميرات معلقة في أبراج مراقبة ترصد أي محاولة للمرور خلسة نحو أراضي الولاياتالمتحدة. وقد نجح إينريكي ورفاقه من المتطوعين وفق ما نقلته الصحافة العالمية في طلاء مئات الأمتار طولا وعرضا مقتربين من تحقيق الحلم في كسر الرقم القياسي في انجاز أكبر جدارية في العالم تنافس لوحة بوابلو ليفي في ولاية كولورادو الأمريكية والتي بلغ طولها 3,2 كيلومترا.