دورات عديدة للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون تم تنظيمها في نزل سياحية ضخمة بمدينة الحمامات وصرف عليها الاتحاد والدول الاعضاء فيه اموالا طائلة وتم خلال هذه الدورات تنظيم ورشات تكوينية بمضامين قيمة ومهمة ترأسها خبراء ومختصون في المجالات ذات العلاقة بالإذاعة والتلفزيون، وندوات تناولت مواضيع حارقة حاضر في جلساتها خبراء ومختصون اكفاء، كما تمت استضافة نجوم كبار في عالم التمثيل والإخراج وكتابة السيناريو وغيرهم.. والاهم من ذلك انه يتم خلال هذا المهرجان تنظيم معرض «الأسبو» للإذاعة والتلفزيون الذي تعرض فيه أشهر الشركات العالمية، أحدث الابتكارات في عالم التكنولوجيا والاتصالات وكذلك سوق كبيرة لبيع وشراء وتبادل البرامج والدراما التلفزية والإذاعية وآخر الإنتاجات الفنية والإعلامية مما يجعل هذه الدورات ترقى الى صفة التميز.ولكن للأسف كل هذه الاموال وهذا المجهود لتنظيم دورة متميزة كان يضيع ويذهب هباء لأنه لم يعد للمهرجان في دوراته الاخيرة اشعاع جماهيري ولا متابعين ولا حتى منتفعين بما كان يعرض بجودة وإتقان العارف المتمرس بأساليب التنظيم المحكم. وحتى الحفل الكبير الذي كان ينظم في نهاية المهرجان لإسناد الجوائز فتحكمه الدعوات فقط مما جعل المهرجان في برج عاجي خلنا انه سينتهي بالاندثار والتلاشي لبعده عن المتلقي. ولا نرى ذنبا للمتلقي وخاصة الطلبة في ابتعادهم عن هذه التظاهرة الكبرى وعدم مواكبتها رغم اهميتها اذ ليس بإمكان كل المثقفين وحتى اصحاب الاختصاص والمعنيين مباشرة ببرنامجها وخدماتها الذهاب للحمامات للمتابعة والاستفادة من كل ما يقدمه المهرجان لضيوفه ولمتابعيه الذين كثيرا ما تذمروا.. وهناك من قال ان المهرجان مغلق على اعضائه وانه لنخبة النخبة وان منظميه غير راغبين في ان يكون له جمهور. ولكن الامر سيختلف في هذه الدورة 19 للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون التي ستنظم ايام 26 إلى 29 أفريل المقبل تحت شعار « نصرة القدس العربية»في مدينة الثقافة التي سيتم افتتاحها يوم 21 مارس القادم . ولعل قرب مدينة الثقافة -وسط العاصمة- سينقذ المهرجان وسيجعله من جديد قبلة للإعلاميين والمثقفين التونسيين ولعل عدد المستفيدين والمتابعين منه سيكبر مما يعيد للمهرجان القه واشعاعه وجمهوره ويعطي اهمية اكبر لفعالياته ولمسابقاته المخصصة للبرامج والأخبار التي تشارك بها الهيئات الأعضاء في الإتحاد ولمسابقاته الموازية المخصصة للبرامج والأخبار المنتجة من قبل الشبكات التلفزيونية والإذاعات الخاصة (غير الأعضاء في الاتحاد)، وشركات الإنتاج ووكالات الأنباء والفضائيات الأجنبية الناطقة بالعربية. اختيار المكان المناسبة سيعود بالفائدة على المهرجان وسيمكن الطلبة وخاصة منهم المختصون في الصحافة وعلوم الإخبار والملتيميديا والسمعي البصري والسينما من مواكبة فعاليات المهرجان ومن تطوير معارفهم.