احيل صباح امس المتهمات الثلاث ومتهم رابع وهو عامل بالمركز في قضية الاعتداء على اطفال التوحد بمركز خاص بجهة المنزه السابع على أنظار قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بأريانة للتحقيق معهم من اجل تهم التعذيب وسوء معاملة القصر والاعتداء على الطفولة. وكانت النيابة العمومية بالمحكمة الإبتدائية بأريانة أذنت بالإحتفاظ بالمظنون فيهن الثلاثة ومتهم رابع ومباشرة قضيّة عدليّة في حقّهن موضوعها التعذيب وسوء معاملة القصر والإعتداء بالعنف على الطفولة. وبإيقاف صاحبة المركز ومربيتين وعامل وبالتحري معهم بحضور مندوبة حماية الطفولة بأريانة إعترفت المربيتان بتعنيف الأطفال في حين انكرت صاحبة المركز علمها بالامر. وكان منطلق التتبع في هذه القضية مقطع فيديو تم تداوله على موقعي "الفايس بوك" و"اليوتيوب" نهاية الاسبوع الفارط ظهرت فيه مربيات يعتدين على الاطفال بالمركز ويقمن بضربهم بشكل وحشي بقاعة الدرس وقاعة الطعام وحتى في بيت الاستحمام حيث يتعرض الأطفال الى "التعذيب" والضرب المجاني على الرأس والظهر وبقية أنحاء الجسد كما أظهر الفيديو عدم اكتراث المربيات لبكاء وصراخ الأطفال. مع العلم أن أولياء هؤلاء الاطفال يدفعون شهريا مبالغ تتراوح بين 500 و800 دينار مقابل وضع أبنائهم في المركز. وعلى اثر الفيديو "المرعب" قررت رئاسة الحكومة استصدار إذن قضائي من قبل قاضي الأسرة لإخضاع جميع الأطفال الذين يؤمون مركز رعاية أطفال التوحد بأريانة إلى الرقابة الطبية والنفسية من قبل أخصائيين من وزارتي الشؤون الاجتماعية والتربية وذلك طبقا لأحكام الفصل 59)ثالثا) كما تقرر أيضا وضع ذلك الفضاء تحت الرقابة البيداغوجية لوزارة الشؤون الاجتماعية إلى حين استكمال الأبحاث القضائية الجارية. ومن جهتها أكدت وزيرة المرأة والطفولة نزيهة العبيدي على أن الوزارة ترفض جميع أشكال العنف المسلّط على الاطفال مشددة على انه ومنذ مشاهدتها الفيديو تم التنسيق مع مندوب حماية الطفولة للبحث في ملابسات الحادثة مؤكدة على أنه سيتم تتبع كل من مارس العنف ضد الأطفال الذين يعانون من التوحد واودعهم اوليائهم بالمركز. كما تقرر أيضا وضع هذا الفضاء تحت الرقابة البيداغوجية لوزارة الشؤون الاجتماعية إلى حين استكمال الأبحاث القضائية الجارية.