عواصم )وكالات) قُتل أكثر من أربعمائة مدني في خمسة أيام من الغارات الجوية والقصف الذي يشنه الجيش السوري والطائرات الحربية الروسية على الغوطة الشرقية آخر معاقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان أمس. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمان ان «403 مدنيين قتلوا في خمسة أيام من الغارات الجوية والقصف المدفعي الكثيف» من بينهم 46 على الاقل أمس. ومنذ الاحد الماضي، يستهدف الجيش السوري الغوطة الشرقية التي يحاصرها منذ 2013 بحملة قصف كثيف مع مؤشرات الى هجوم بري وشيك تستعد له القوات الحكومية. وعلت بعض الأصوات في المجتمع الدولي للمطالبة بوقف التصعيد، فيما توالت بيانات منظمات غير حكومية منددة بوحشية القصف الذي طاول أيضاً منشآت طبية. وأفاد الدفاع المدني السوري بسقوط 22 قتيلا و65 جريحا جراء القصف الجوي للطيران الحربي الروسي والسوري على الغوطة الشرقية أمس، من بينهم 18 قتيلاً و45 جريحا في مدينة دوما. وأشار إلى مقتل أربعة اشخاص وإصابة حوالي 20 آخرين بجروح جراء القصف الجوي للطيران الحربي الروسي على بلدة الأفتريس في غوطة دمشق . ومن جانبه قال مدير المرصد رامي عبد الرحمان أمس إن «راجمات الصواريخ لا تتوقف، اذ استهدفت مدينة دوما ب200 قذيفة صاروخية أرض أرض قصيرة المدى صباحاً»، كما استهدفت القذائف والصواريخ مدن وبلدات أخرى بينها سقبا وجسرين وعربين. وأشار إلى «غياب الطائرات عن الاجواء الماطرة في الغوطة». «جحيم على الأرض» وتأتي هذه التطورات في وقت أفاد ديبلوماسيون بالأمم المتحدة عن مشاورات بمجلس الأمن الدولي الدول حول مشروع قرار يطالب بوقف لإطلاق النار لمدة ثلاثين يوما في سوريا لإفساح المجال امام وصول المساعدات الانسانية وعمليات اجلاء المرضى والمصابين. وقالت بعثة السويد في الاممالمتحدة إن ستوكهولم والكويت اللتين أعدتا مشروع القانون طالبتا بأن يتم التصويت «بأسرع ما يمكن». وجاء ذلك بعدما دعا الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس الى «وقف فوري للأعمال الحربية في الغوطة الشرقية" شرق دمشق، مشيرا الى ان الوضع هناك بات «جحيما على الأرض». ودعت روسيا الى اجتماع طارئ لمجلس الامن لمناقشة الازمة في الغوطة الشرقية التي وصفها سفير روسيا فاسيلي نيبينزيا ب»الوضع المعقد». وقال «هناك ارهابيون يقاتلهم الجيش السوري والارهابيون يقصفون دمشق». وردت سفيرة الولاياتالمتحدة نيكي هايلي قائلة إنه «من غير المعقول الادعاء بكل بساطة ان هذه الهجمات على المدنيين مرتبطة بمكافحة الإرهاب». واضافت في بيان «حان الوقت للقيام بتحرك فوري على امل انقاذ حياة رجال ونساء واطفال يتعرضون لهجوم من قبل نظام (الرئيس السوري بشار) الاسد الوحشي». ويفترض ان يمهد مشروع القرار لبدء هدنة تدخل حيز التنفيذ بعد 72 ساعة على تبنيه وبدء ايصال المساعدات وعمليات الاجلاء الطبي بعد 48 ساعة على ذلك. ويطالب النص برفع فوري للحصار المفروض على الغوطة الشرقية واليرموك والفوعة وكفريا ويأمر جميع الاطراف ب»التوقف عن حرمان المدنيين من الادوية الضرورية لبقائهم على قيد الحياة». ولإرضاء روسيا تم تعديل النص بعد مفاوضات شاقة ليؤكد ان وقف اطلاق النار لا يشمل تنظيمي «داعش» و»القاعدة».