في الخامس من فيفري الجاري وضعت مجلة «تايم» الأمريكية صورة لتجربة قنبلة ذرية في موقع التجارب النووية ب»نيفادا» لعام 1952 على غلافها، وذلك للدلالة على موضوعها الرئيسي بالإشارة إلى أن سباق التسلح قد عاد من جديد، ولوضع قرائها ،ربما، في أجواء الحرب العالمية الثانية وما بعدها. وهو أمر لم يعد من قبيل التخمين أو التحليل، لأنه يندرج ضمن سياسة معلنة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. إنها العقيدة النووية الأمريكية الجديدة التي أشار إليها ترامب وأعلنها وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس مما بات يشكل قطيعة مع ما دأبت عليه الإدارات التي سبقت إدارة ترامب ،جمهورية كانت أم ديمقراطية ،والتي خيّرت تجنّب خرق اتفاقيات التسلح النووي، أو على الأقل إعلان ذلك والتفاخر به. فسياسة ترامب تأتي معاكسة تماما لسياسة باراك أوباما على سبيل المثال الذي اتجه نحو العمل على خفض الاعتماد على الأسلحة النووية متوقعا أن تتجه بقية الدول النووية إلى اتخاذ نفس المواقف لكن الأمور لم تسر في هذا الاتجاه. واتجهت إدارة ترامب منذ أسابيع إلى رصد أموال طائلة لدعم برنامج لإعادة تطوير موقع التجارب النووية ب»نيفادا». إلى جانب الموافقة على تصنيع رأس نووية هي الأولى منذ 34 عاما. والاتجاه نحو تمويل برامج بحث لتطوير أسلحة بالستية. ولكن تقريرا صادرا عن البنتاغون حاول التخفيف من المخاوف المتعلقة بإمكانية استخدام الولاياتالمتحدة السلاح النووي من جديد بشكل يوضح أن زرّ هذا السلاح ليس إلاّ على بعد سنتيمترات من يد ترامب. توسّع السّباق وجودة أسلحته هذا التوجه الجديد يأتي ،ودون الحاجة إلى التحليل المعمق ،في إطار استعراض القوة خاصة بعد تمسك كوريا الشمالية بأسلحتها النووية والمواقف المعادية التي تتخذها إدارة ترامب من إيران ولكن الأمر لا يعني مجرد العرض العسكري لأن وزير الدفاع الأمريكي صرّح بأن سباق التسلح قد بدأ ويقول» هو مختلف في طبيعته عن ذلك الذي شهدناه خلال الحرب العالمية الثانية (...). فهو يركز اليوم على جودة (الأسلحة) ويشمل عدة دول، بدل اثنتين فقط.» ما يعني أن السباق أخطر وأكثر تهديدا للسلم العالمي في وقت لا يقتصر فيه توازن الرّعب على دعم القوى الردعية للولايات المتحدة أو روسيا ولكن أيضا على استخدام دول لتطوير السلاح النووي في إطار الصراعات ما بينها مثل الباكستان والهند واستثمار إسرائيل في إنتاج الأسلحة النووية. وقد دفع هذا الأمر روسيا إلى اتهام الولاياتالمتحدة بخرق الاتفاقيات السابقة والاتجاه نحو تأجيج صراع بقي باردا لسنوات طويلة ولكن التهم لا تقتصر فقط على الولاياتالمتحدةالأمريكية فقد اتهم «الناتو» روسيا أيضا بإطلاق سباق التسلح النووي. «نهاية العالم تقترب» في الرابع من فيفري الحالي تحدثت صحيفة «دايلي اكسبريس» البريطانية عن أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، يعطى الإذن بشن هجمات نووية ضد دول تشن هجمات إلكترونية على الولاياتالمتحدة ومصالحها بشكل رأت فيه الصحيفة أنه ينذر بحرب عالمية ثالثة. وهو أمر يحذر منه عدد من متابعي سياسات ترامب ومواقفه. ولكن المسألة لم تقف عند التهديد والتهديد المقابل في وقت يشير فيه الخبراء إلى قرب حدوث كارثة. فقد اتجه علماء وخبراء دوليون إلى تقديم عقارب ساعة «نهاية العالم» ثلاثين ثانية إضافية وهي ساعة ترمز لقرب حدوث كارثة يمكن أن تهدد العالم بأسره. وأصبحت عقارب هذه الساعة تشير إلى دقيقتين قبل منتصف الليل، وكلما اقتربنا من منتصف الليل كلما اقتربنا من وقوع الكارثة. وعقارب الساعة باتت الأقرب إلى منتصف الليل منذ1953 عندما كانت الحرب الباردة في أوجها بين الأمريكيين والسوفيات وكانت تجارب القنابل الهيدروجينية على أشدها. تساءل ترامب عندما كان مرشحا للانتخابات الرئاسية عن سبب امتلاك الولاياتالمتحدة أسلحة نووية إن كانت لا تستخدمها. وعندها كان يبدو هذا التصريح وغيره مجرد حديث غير واقعي يلقيه مرشح غريب الأطوار يطمح أن يكون رئيسا لأكبر قوة عسكرية في العالم، ولكنه لن ينال هذه الفرصة لأنه ببساطة لن يحظى بالعدد الكافي من الأصوات. أما بعد أن دخل البيت الأبيض بتفوقه على منافسته الديمقراطية هيلاري كلنتون فكان من الواضح أن الرئيس لن يجرأ على تنفيذ برنامجه الانتخابي لأنه ببساطة سيخضع لأولويات الولاياتالمتحدة الخارجية ولن تحيد سياساته عمن سبقوه، ولكنه في كل مرة يثبت أنه وفيّ جدا لوعوده غير الدبلوماسية وهذا ما يجعلنا هذه المرة نستبعد أن يلتزم ترامب بقواعد اللعبة النووية.. فهل يستخدم ترامب السلاح النووي؟ لا أحد يستطيع التكهن بذلك ولكن هل يمكن لرئيس مثل ترامب أن يتخذ خطوة مماثلة؟ هذا أمر لا جدال فيه ! أروى الكعلي 9 دول تمتلك 23 ألف سلاح نووي يصل عدد الأسلحة النووية في العالم إلى حدود 23 ألفا وتشير بعض المعطيات إلى أن روسيا تمتلك 8500 رأس نووية في حين تمتلك الولاياتالمتحدة 7700 رأس نووية وعادة ما تنتقد بقية البلدان التي تريد الانخراط في خفض الأسلحة النووية السياسات العسكرية الأمريكية والروسية. وتمتلك بلدان أخرى عدد رؤوس أقل مثل فرنسا ب300 رأس نووية وبريطانيا 225 والصين 250 وباكستان 120 والهند 110 وإسرائيل 80 وكوريا الشمالية 8.