أثار تأكيد المعهد الوطني للإحصاء تذيل جهة القصرين لقائمة ولايات الجمهورية في مؤشرات التنمية الجهوية، - حسب الإحصائيات والنسب التي قدمها يوم الاثنين ممثل عنه خلال جلسة استماع له بلجنة التنمية بمجلس نواب الشعب والذي أكد تسجيل القصرين أقل نسبة (0.388 % في 2018) مقابل 0.593 % لتونس التي جاءت في المرتبة الأولى - ردود أفعال كثيرة في الجهة، خاصة وان النسبة قد تراجعت بشكل واضح عن تلك التي كانت عليها سنة 2015 وهي 0.402 % وهو ما يفيد بان مسيرة التنمية المتعثرة بطبعها في القصرين قد ازدادت تعكرا خلال السنتين الماضيتين وهي حسب الواقع الميداني الحالي مرشحة للتدحرج أكثر في ما تبقى من هذه السنة. الوالي يبرر حاول والي الجهة سمير بوقديدة اثناء لقاء إعلامي بمقر الولاية اول امس تبرير ذلك بغياب رؤية تنموية واضحة وتخطيط مطابق لحاجيات معتمديات ومناطق الولاية، وفقدان التنسيق بين ممثلي مختلف الإدارات والمندوبيات الجهوية، وقلة المتابعة، وسوء التصرف في الاعتمادات، والمراقبة الجهوية لسير انجاز المشاريع، وإلى النسق البطيء والضعيف جدا في إنجاز المشاريع العمومية المبرمجة بها منذ سنوات ما بعد الثورة مرجعا ذلك إلى بعض العوامل مثل عدم جدية وتراخي المقاولين أو عزوفهم ورفضهم العمل بالجهة، أو الإشكاليات العقارية وببعض المشاكل الطارئة كإضراب المهندسين المعماريين بالجهة، فهو في مقابل ذلك اعترف بان القصرين هي أكثر جهة بالبلاد تحصلت على اعتمادات من قبل الدولة منذ ثورة 14 جانفي 2011 إلى اليوم بحجم يناهز 1200 مليار لإنجاز جملة من المشاريع العمومية، وحاول الوالي «التهرب» من مسؤولية ضعف نسبة الانجاز وتذيل الجهة لمؤشر التنمية بقوله انه منذ توليه منصبه قبل 9 أشهر (جوان 2017) حاول تشخيص عوائق التنمية بالجهة والعمل على دفعها بصفة تدريجية وإيجاد الحلول الضرورية للإشكاليات العاجلة والآجلة، بالتنسيق مع مختلف الأطراف ذات الصلة على المستويين الوطني والجهوي المطالبة بتغيير شامل في الإدارات الجهوية عدد كبير من الناشطين بالمجتمع المدني الذين تحدثت إليهم «الصباح» اعتبروا ان المؤشرات المذكورة التي حافظت فيها معتمدية حاسي الفريد على المرتبة الأخيرة وقبلها معتمدية العيون ثم اقتربت منهما معتمديات جدليان وماجل بالعباس وفوسانة، دليل واضح على الفشل الذريع لتعاطي مختلف الحكومات المتعاقبة مع الوضع التنموي المتردي بالجهة ، وإخفاق كل المسؤولين الجهويين الساهرين على مختلف القطاعات التنموية وانه حان الوقت لإحداث تغيير شامل على رأس المندوبيات والإدارات الجهوية والمحلية بتغيير الساهرين عليها بكفاءات أخرى قادرة على تحدي الصعوبات وايجاد حلول سريعة لمختلف الإشكاليات لان بعض المندوبين والمديرين الجهويين ورؤساء الدوائر والمصالح يشغلون خططهم منذ سنوات بلا مردودية، من ذلك ان هناك مشاريع عمومية انطلقت او مبرمجة قبل الثورة ولم تكتمل بعد مثل الجزء الثاني من الطريق الحزامية لمدينة القصرين وبناء مقري محكمة الناحية والمحكمة العقارية وبناء مقر المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا وإحداث ملعب فرعي معشب بالمركب الرياضي... ، اما بالنسبة للمشاريع التي رصدت للجهة بعد الثورة والتي بلغت اعتماداتها قرابة 1200 مليار فان نسبة انجازها لم تتجاوز 40 % والكثير منها ما يزال حبرا على ورق بحجة طول الدراسات والإجراءات الإدارية والإشكاليات العقارية وعزوف المقاولين ، ووراء كل ذلك تقصير واضح من الإدارات المعنية والا بماذا نفسر مثلا تعطل تعشيب ملعب تالة سبع سنوات كاملة وتوقف اشغال صيانة إعدادية 25 جويلية بتالة منذ عامين وهي الإعدادية التي شهدت قبل شهر وفاة التلميذتين رحمة السعيدي وسرور الهيشري في حريق مبيتها وغيرها من المشاريع التي وقعت برمجتها ولم تر النور بعد. مندوب جديد للتربية شهد أول هذا الأسبوع تعيين مندوب جهوي للتربية وهو منصف القاسمي خلفا لمحمد لطفي نصرلي الذي أحيل يوم غرة مارس الجاري على التقاعد والمندوب الجديد كان يشغل خطة مدير مساعد مكلف بالتعليم الابتدائي بنفس المندوبية.