واشنطن (وكالات) أقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس وزير الخارجية ريكس تيلرسون وعين مايك بومبيو مدير وكالة المخابرات المركزية «سي آي إيه» بديلا له، واضعا بذلك حدا نهائيا لخلافات وصمت العلاقة بينهما بشأن بعض الملفات الدولية الحارقة أبرزها الاتفاق النووي مع إيران وملف الصواريخ الكورية الشمالية. وأعلن الرئيس ترامب هذا القرار عبر تغريدة على تويتر، مشيرا من جهة أخرى إلى إنه اختار جينا هاسبل نائبة بومبيو لتكون المديرة الجديدة للمخابرات المركزية. وجاء في التغريدة «مايك بومبيو مدير المخابرات المركزية سيصبح وزير خارجيتنا الجديد. سيقوم بعمل رائع! شكرا لريكس تيلرسون على خدماته! جينا هاسبل ستصبح المديرة الجديدة للمخابرات المركزية وأول امرأة يقع الاختيار عليها لهذا المنصب. تهانيَّ للجميع»!. وذكر مسؤول أمريكي كبير أن الرئيس ترامب أراد تغيير فريقه قبل المفاوضات المرتقبة مع كوريا الشمالية، وذلك لتفسير إقالته وزير الخارجية ريكس تيلرسون وتعيين مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية مكانه. وكان مايك بومبيو، عضوا جمهوريا متشددا في الكونغرس الأمريكي قبل أن يعينه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مديرا ل»سي آي إيه». وينظر إليه باعتباره من الموالين لترامب. وكان قد قلل من شأن المعلومات التي تشير إلى تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية العام الماضي. وعندما وصل الأمر إلى حد إعلان ترامب تصديقه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في نفيه التدخل في الانتخابات الأمريكية، وقف بومبيو بحزم مؤيدا التقديرات الأمريكية بشأن تدخل موسكو. ويعتبر بومبيو من صقور التيار المواجه لموسكو، وقد حذر في السابق من أن بوتين زعيم خطر. وكان بومبيو الذي دخل الكونغرس 3 مرات عن ولاية كنساس معارضا شرسا للاتفاق النووي مع إيران الذي أبرمته إدارة الرئيس السابق باراك أوباما. كما أنه من معارضي إغلاق معتقل غوانتانامو. فبعد زيارته للمعتقل عام 2013 قال «إن بعض المساجين الذين أعلنوا إضرابا عن الطعام قد زاد وزنهم». كما دافع بومبيو عن الاستخبارات الأمريكية بعد صدور تقرير لمجلس الشيوخ حول التعذيب، وقال «إن القائمين على المعتقل من رجل ونساء ليسوا جلادين وإنما وطنيين، ويتصرفون في إطار القانون والدستور». وبومبيو خريج كلية الحقوق بجامعة هارفارد، وكان الأول على دفعته في الأكاديمية العسكرية، وتم انتخابه لعضوية مجلس النواب عام 2010 بدعم من أقطاب جمهوريين مثل الأخوين تشارلز وديفيد كوخ. وصار عضوا في لجنة الاستخبارات في المجلس. وقبل انضمامه للكونغرس أسس شركة لقطع غيار الطائرات وأخرى للإمدادات النفطية. وقد اتهم بومبيو بمعاداة المسلمين بعد تصريحاته عقب هجمات ماراثون بوسطن عام 2013. وكان قد صرح بأن بعض رجال الدين الإسلامي شجعوا على الهجمات الإرهابية. وقال بومبيو «عندما تكون أغلب الهجمات الإرهابية المدمرة التي تعرضت لها أمريكا في ال20 عاما الأخيرة من أناس يعتنقون دينا معينا، وقاموا بالهجمات باسم ذلك الدين، فإن هناك التزاما خاصا يقع على الزعماء الروحيين لذلك الدين. وبدلا من أن يردوا على تلك الأفعال فإن صمت تلك القيادات الإسلامية في أنحاء أمريكا يجعلهم ضمنا متواطئين». وخلال حملته الانتخابية لمجلس النواب عام 2010 غرد أحد مساعديه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر لينشر رابط مقال يصف منافس بومبيو الديمقراطي من أصل هندي راج غويل بأنه صاحب عمامة. وقد اعتذر بومبيو عن هذه التغريدة ولكن حملته ركزت على حث الناس على التصويت ل «أمريكا». وكان بومبيو في لجنة التحقيق التابعة للكونغرس في هجوم بنغازي عام 2012 التي أصدرت تقريرا اتهم وزيرة الخارجية الأمريكية في ذلك الوقت هيلاري كلينتون بالتضليل المتعمد للأمريكيين حول طبيعة الهجوم للمساعدة على إعادة انتخاب الرئيس باراك أوباما.