بروكسيل (وكالات) أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسى «الناتو» ينس ستولتنبرج أن بريطانيا متأكدة من أن غاز الأعصاب المستخدم في هجوم بريطانيا تم إنتاجه في روسيا، مشددا أن الحلف سيواجه أي تهديد لأعضائه. جاء ذلك فيما لوح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن بلاده ستطرد دبلوماسيين بريطانيين قريبا. وقال ستولتنبرج - خلال مؤتمر صحفي في بروكسل أمس الخميس، حسبما أفادت وكالة أنباء سبوتنيك الروسية، «إن المملكة المتحدة حددت أن المادة، التي تسمم بها عميل الاستخبارات الروسي السابق في سالزبوري، صنعت في روسيا ونحن نثق في تقديراتها»، مشيرا إلى أن هذه الحادثة تعد أول هجوم باستخدام غاز الأعصاب منذ نشأة حلف الأطلسي. وأضاف «لا نريد حربا باردة جديدة أو سباق تسلح جديد، ولكن الحلف سيدافع عن حلفائه»، موضحا أن رسالة «الناتو» إلى روسيا مفادها أننا قادرون على الدفاع عن أنفسنا بوجه أي نوع من التهديدات، ولم يستبعد ستولتنبرج الجلوس على طاولة المفاوضات مع روسيا خلال الفترة المقبلة، قائلا «سنسعى للانخراط في حوار دبلوماسي هادئ مع روسيا». وتابع الأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلسي «ناتو» ينس شتولتنبرج إن بريطانيا لم تطلب تفعيل المادة الخامسة من ميثاق حلف شمال الأطلسي، الذي ينص على أن «هجوم طرف ثالث على أحد أعضاء الناتو يعد هجوما على الحلف بأسره». وقال ستولتنبرج - في تصريح نقلته شبكة «إيه بى سى» الأمريكية الخميس، إنه من الضروري الرد على واقعة تسمم الجاسوس الروسي السابق سيرجى سكريبال وابنته يوليا في 4 مارس الجاري بطريقة «محسوبة». وحرصت لندن على حشد دعم أوروبا حيث أعلنت باريس وبرلين دعمهما للموقف البريطاني . وكانت بريطانيا قد أعلنت اتخاذ حزمة من الإجراءات ضد موسكو ردا على تسمم سكريبال باستخدام غاز الأعصاب في مدينة سالزبري بجنوب إنقلترا، فيما نفى وزير الخارجية الروسي سيرغى لافروف أي علاقة لبلاده بهذا الحادث. لافروف: روسيا ستطرد دبلوماسيين بريطانيين «قريبا» وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن بلاده ستطرد دبلوماسيين بريطانيين «قريبا»، ردا على طرد لندن 23 دبلوماسيا روسيا. وقال لافروف، لوسائل إعلام روسية، إن طرد الدبلوماسيين البريطانيين سيحدث. وتنفي روسيا ضلوعها في الأمر، ووصف وزير خارجيتها اتهامات رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، لبلاده ب «هستيرية». ووصفت روسيا موقف المملكة المتحدة بأنه غير مسؤول، ولا تدعمه أي أدلة. وعندما سُئل لافروف عن توقيت طرد الدبلوماسيين البريطانيين من روسيا، نقلت وسائل الإعلام عنه قائلا «قريبا. أعدكم بذلك.»ونقلت تقارير عن لافروف وصفه لاتهامات بريطانيا ضد بلاده بأنها «قطعا فجة». كما قال وزير الخارجية الروسي إن طريقة بريطانيا في التعامل مع القضية كانت مدفوعة جزئيا بمشاكل حكومتها في قضية الخروج من الاتحاد الأوروبي. وكانت ماي قد أعطت روسيا مهلة حتى مساء الثلاثاء الماضي لشرح كيفية استخدام المادة السامة على أراضيها. وقال لافروف حينئذ إن موسكو ستتعاون إذا أرسلت بريطانيا طلبا رسميا وفقا لمعاهدة الأسلحة الكيماوية، التي تعطي مهلة عشرة أيام للرد على أي استفسارات متعلقة. وصعّد وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، من حدة حرب التصريحات مع روسيا، الخميس. وقال إن الهجوم يشير إلى «طريقة روسيا في تهديدها للناس بأن هذا ما يحدث لمن يقف في وجه نظامنا.» وقال جونسون إن عينة من غاز الأعصاب ستُرسل إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتحليلها. وأضاف أن رد روسيا «المتعجرف والساخر» يشير إلى «تورطها الراسخ». و نفت روسيا، الخميس، أن يكون لديها أي سبب لاستخدام سلاح كيماوي لتسميم الجاسوس الروسي السابق، الذي اكتٌشِف أنه عميل مزدوج في بريطانيا. ونقلت وكالة أنباء «تاس» الروسية الرسمية عن المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، القول «إن هذه القصة حول مزاعم استخدام موسكو لسلاح كيماوي في الأراضي البريطانية، قد تم اختلاقها».