بدعم من المندوبيّة الجهويّة للشّؤون الثقافيّة بسوسة وفي إطار ندوتها السّنويّة تنظّم الرّابطة التّونسيّة للفنون التّشكيليّة ندوة علميّة بدار الثقافة عليّ الدّوعاجي بحمّام سوسة وذلك بداية من امس السّبت وتختتم اليوم حول موضوع "الممارسة الفنيّة المعاصرة وإشكاليّات العرض والفضاء" يؤمّنها ثلّة من الأساتذة المحاضرين والأكادميين الذين سيطرحون جملة من المواضيع والمسائل المرتبطة مباشرة بفضاءات العرض من أروقة ومتاحف ومعارض وقدرة هذه الأخيرة على خدمة الأعمال الفنيّة وتقديم الإضافة ومدى نجاح هذه الفضاءات في "خلق مواجهة دراميّة ما بين العمل الفنّي والجمهور من خلال وضعيّة إدراكيّة ". هذا الجمهور الذي وفي ظلّ ما تشهده الممارسة الفنيّة من تطوّر سريع لم يعد فقط متقبّلا عرضيّا ومستهلكا وناظرا بل أصبح متدخّلا ومشاركا وناقدا للعمل الفنيّ الذي بات يستمدّ ماهيّته ومقوّمات وجوده و قيمته الفنيّة لا من إبداع وعبقريّة صاحبه فحسب بل وأيضا من خلال عمليّة وطريقة عرضه وتقديمه وتسويقه للجمهور وهو ما يعطي للفضاءات التي تعرض فيها الأعمال الفنيّة التّشكيليّة ومختلف المؤسّسات الحاضنة سواء العموميّة أو الخاصّة التي تحترف عرض الأعمال الفنيّة مكانة مهمّة تشرّع للتّساؤل عن مدى قدرة هذه الفضاءات سواء كانت مفتوحة أو مغلقة على كسب الرّهانات وما تقتضيه من توفّر مختلف المؤثّرات البصريّة والسّمعيّة وغيرها التي يمكن أن يحملها العمل الفنّي والتي من شأنها تقديم الإضافة المرجوّة, جملة من التّساؤلات سيعبّر عنها الأساتذة المتدخّلون وستشكّل عناوين مداخلاتهم ومبلغ تطلّعاتهم مشفوعة بعصارة تجاربهم وتجارب غيرهم كما ستشهد النّدوة في يومها الأوّل افتتاح معرض "تحوّلات" للنحّات الطيّب بالحاج أحمد وعرض عمل فيديو للفنّان البشير قرشان يشفع بحوار, فيما يشهد اليوم الثاني افتتاح المعرض الجماعي "بصمات" على أن تختتم النّدوة برفع مجموع ما ستتمخّض عنه من توصيّات ومقترحات.