بعد أن كان موجها للتلاميذ والطلبة فقط في دوراته الأربع الماضية ويقتصر في الدعم والتنظيم على جهات رسمية تتمثل في وزارتي التربية والتعليم العالي، اختارت الهيئة المنظمة لمهرجان «استخبار للموسيقات» برئاسة الموسيقي نبيل زميط، أن تغيّر في توجه وأهداف المهرجان انطلاقا من الدورة الخامسة التي تنتظم هذا العام على امتداد أربعة أيام لتنطلق اليوم وتتواصل إلى غاية 6 أفريل الجاري بالمركب الثقافي محمد الجموسي بصفاقس،خاصة وأن هذه الدورة سجلت توسعا في أهداف هذا المهرجان النوعي الذي يحتفي بالعزف بدرجة أولى لينفتح على المحترفين أيضا من خلال تخصيص مسابقة جديدة مفتوحة للعازفين المحترفين تضاف للمسابقتين الخاصتين بالتلاميذ والطلبة التي دأب المهرجان على تنظيمها منذ بدايته. وتجدر الإشارة إلى أن الهدف الأساسي من هذا المهرجان في شكله الجديد، حسب ما أكده مديره نبيل بوذينة ل«الصباح»، هو الاحتفاء بالعزف من خلال الحضور «الشرفي» لآلة موسيقية في كل دورة واستضافة عازفين عالميين مختصين على غرار»الناي» في الدورة الماضية و«القانون» في الدورة الثالثة لتكون «القيتارة» الآلة الشرفية لدورة هذا العام. وبين نبيل بوذينة أن عددا من العازفين من تونس ومن عدة بلدان عربية وغربية سيشاركون هذه الدورة ذكر من بينها إلهام مدفعي من العراق وسليم دادا من الجزائر ويوهانس ترامل من ألمانيا وعبد الكريم إينوا من النيجر إضافة إلى فوزي الشكيلي ونعمان القرمازي من تونس. وسيحيي حفل الافتتاح مساء اليوم زياد الزواري بمشاركة غسان الفندري في عرض «الكترو بطايحي» وسيتم تكريم عدد من الموسيقيين القدامى من بينهم الفنان صالح الطرابلسي وهوعازف على آلة القيتار إضافة إلى تكريم الراحل خلدون بن صالح. وفي جانب آخر من حديثه أفاد مدير المهرجان أن دورة هذا العام تخصص جوائز مادية للفائزين في مسابقات العزف تتراوح بين مائتين دينار و3 آلاف دينار بإشراف لجنة التحكيم المشرفة على هذه المسابقات تتركب من ضيوف المهرجان من المختصين في العزف على «القيتارة». وبين أن المشاركة ستكون نوعية أيضا وتتمثل في المعاهد العليا للموسيقى وبعض المعاهد الموسيقية إلى جانب مشاركة بعض الطلبة المولعين والممارسين للموسيقى والغناء بصفة فردية. فضلا عن مشاركة من الجزائر وليبيا والكويت وبلدان أخرى. وذللك بتنظيم عروض ومعزوفات خلال أيام المهرجان تكون مفتوحة للجميع. كما أفاد نبيل بوذينة أن المهرجان لأول مرة في تاريخه ينفتح على القطاع الخاص بعد أن أصبح تنظيميا تابع لجمعية استخبار الفتية التي تم بعثها منذ أشهر قليلة. فيما تشارك في تنظيمه المندوبية الجهوية بصفاقس وبالتعاون مع المعهد الجهوي للموسيقى بالجهة. إلى جانب دعم هياكل رسمية أخرى ذكر محدثنا من بينها وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والتربية والتعليم. وأكد أن دورة هذا العام ستكون تأسيسا في تفاصيلها وأهدافها لتوجه جديد لهذا المهرجان الدولي الكبير بما يمهد الطريق للمشرفين على تنظيمه في المستقبل على مراعاة الأهداف الكبيرة المرسومة واشترط لتحقيق ذلك ضرورة دخول القطاع الخاص والمستثمرين لدعم هذا المهرجان ذي الأهداف الفنية والثقافية والعلمية والاجتماعية.