سجلت مؤشرات متابعة المخزون المائي العام بالسدود مؤخرا تحسنا ملحوظا بتقلص الفارق السلبي بشكل بارز مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية وبتحسن مقبول مقارنة بمعدلات الثلاث سنوات الفارطة. وذلك على إثر الكميات الهائلة والمتواترة من الأمطار التي تهاطلت منذ النصف الثاني من شهر مارس. غيث أثلج صدور الفلاحين لمنافعه الجمة على موسم الزراعات الكبرى وعلى عموم الأنشطة الفلاحية ولا سيما على مستوى ارتواء المائدة المائية السطحية والجوفية. غير أنه على أهمية مؤشرات التحسن فإن أمطار مارس لم تقض كليا على نسبة عجز المخزونات المائية العامة بالسدود ما يجعل الحاجة إلى ترشيد الاستعمالات قائمة وحسن إدارة الموارد المائية للموسم الصيفي المقبل تحديا كبيرا وفق تصريحات المسؤولين على الشأن المائي. وهو ما تعمل وزارة الفلاحة على بلورته بضبط خطط التصرف في الموارد المتاحة والتقدم في إنجاز مشاريع التغطية بالماء الصالح للشرب. حول آخر المعطيات الرقمية المتعلقة بمخزون المياه تفيد أحدث حصيلة أصدرها المرصد الوطني للفلاحة أنه غاية يوم 2أفريل ارتفع مستوى المخزون إلى 1056.756 مليون م3 كمية تكاد تكون وبفارق بسيط شبيهة للمخزون المسجل بنفس اليوم من السنة الفارطة الذي بلغ 1076.981مليون م3. إلا أنه مقارنة بنفس الفترة للثلاث سنوات الماضية يبقى الفارق هاما رغم التقلص الملحوظ ليستقر في حدود 233.897مليون م3. فارق سلبي يتطلع الجميع إلى أن يزداد تقلصا بنزول الغيث هذا الشهر بما ينقذ الموسم ويؤمن حاجيات الاستهلاك في أريحية خاصة أن فترة ذروة الاستهلاك الصيفي على الأبواب. بخصوص توزيع المخزون المائي على السدود يتضح من البيانات المقدمة أن عددا من المنشآت تشهد تحسنا في نسبة امتلائها دون بلوغ المستويات القصوى من ذلك سد بوهرتمة الذي ارتفع مخزون إيراداته 77.782 مليون م3 بنسبة امتلاء ب69%. كذلك سد سجنان ب68 % ما يعادل كمية مخزون ب90.584 مليون م3. وارتفعت نسبة الامتلاء إلى 50 % في سد جومين وبئر مشارقة 35 %. وظلت المستويات سلبية بعديد السدود الأخرى وعلى رأسها سد سيدي سالم الذي لم تتجاوز مخزوناته إلى هذه الفترة الثلث (34 %) وهو أكبر السدود استيعابا. كما يتواصل النقص بسد سيدي سعد الذي لم يتلق سوى 21 % من طاقة خزنه. وتنزل هذه النسبة إلى 11 % بسليانة و9 % بالحمى فيما يبقى سد الهوارب خارج الخدمة بشح منسوبه كليا.