رغم كميات الأمطار التي عمّت عديد المناطق خلال الأيام الفارطة بما ساهم في تحسين المائدة المائية وأثر إيجابا على التربة وعلى عديد الزراعات الموسمية تظل معظم السدود في حالة عجز ونقص حاد في مستوى تعبئة المياه. وبحسب آخر نشرية حول الوضعية المائية ليوم 19فيفري 2018 لم يتجاوز مستوى المخزون العام بشبكة السدود إلى غاية أمس 813.382 مليون متر مكعب بفارق سلبي ب404.433 مليون متر مكعب مقارنة بالمعدل المسجل في نفس اليوم للثلاث سنوات الفارطة والبالغ1217.815مليون م3. وفي قراءة لمستوى المخزون المائي المسجل بأهم السدود يتضح أنّ نسبة الامتلاء تظل متدنية بل تعد منعدمة تماما بسد الهوارب بولاية القيروان ولا تتجاوز9 بالمائة بسد الحمي. و10بالمائة بسد ملاق بالكاف.وسليانة11بالمائة. وفي سيدي سالم بباجة تستقر نسبة الامتلاء في حدود ربع طاقة استيعاب هذه المنشأة المائية. في سد سيدي سعد القيروان لا تزيد النسبة عن21بالمائة. وترتفع النسبة إلى 35بالمائة بسد بئر مشارقة ومثلها بجومين. وتهم أرفع نسبة مسجلة إلى الآن سدي بوهرتمة وسجنان ب52بالمائة لكل منهما. وضعية مائية تظل حرجة تستوجب مزيد المتابعة وإحكام التصرف في الموارد المتاحة وحسن إدارة الطلب. وسط توجه رئيسي لوزارة الفلاحة والصيد البحري والموارد المائية بمواصلة تقديم استعمالات مياه الشرب على بقية الاستعمالات و الحرص على تأمينها مع تنويع مصادرها وعدم الاقتصار على الموارد التقليدية منها. علما أن شهر أفريل القادم سيشهد الانطلاق في الاستغلال التجريبي لمحطة تحلية مياه البحر بجربة.وهي أول تجربة من نوعها تعرفها تونس. كما تتعدد برامج ومشاريع تحلية المياه لتوفير الحاجيات الراهنة والقادمة من مياه الشرب.في الأثناء يطرح رهان تزايد الطلب المتوقع خاصة في فترات ذروة الاستهلاك الصيفي و استقرار مواسم الجفاف على الماء أكثر من سؤال حول القدرة على تأمين الطلب والحد من اضطرابات التزويد.