افتتح أمس بقصر المعارض بالكرم معرض تونس الدولي للكتاب في أبهى حلّة تكريم ثلة من المبدعين التونسيين والعرب والاعلان عن أسماء المتوجين في المسابقات تونس – الصباح على خلاف الدورات السابقة، لم يشهد افتتاح الدور الرابعة والثلاثين لمعرض تونس الدولي للكتاب"بهرجا" كبيرا بل جرى وسط أجواء تنظيمية محكمة بقصر المعارض بالكرم وبحضور نوعي يتقدمه كل من الدكتورمحمد زين العابدين وزير الشؤون الثقافي التونسية والشاعر عزالدين ميهوبي وزير الثقافة الجزائري باعتبار بلده ضيف شرف الدورة، إضافة إلى حاتم بن سالم وزير التربية وثلة من الكتاب والمبدعين والناشرين العاملين في مجال صناعة الأدب والكتاب من تونسيين ومن ضيف المهرجان. ولعل ما ساهم في إنجاح احتفالية إعلان انطلاق هذه الدورة التي تحمل شعار"نقرأ لنعيش مرتين" هو الظروف التنظيمية المحكمة. ومثلما قدمها مديرها شكري المبخوت في الكلمة الافتتاحية التي ألقاها بالمناسبة فإن دورة هذا العام بمثابة مأدبة ثقافية دسمة لاسيما بعد الإجراءات التي اتخذتها الهيئة المديرة الموسعة منذ بداية التحضير للدورة بإبعاد كل ما ليس له علاقة بالمعرف والعلم في مستوى الكتب وغيرها من المادة المعروضة في المعرض على غرار الألعاب و"الكتب الصفراء" كما هو الشأن بالنسبة لدور النشر والناشرين التونسيين والأجانب. وشدد مدير الدورة على أهمية اختيار المرأة محورا عاما لفعاليات هذه الدورة لعد اعتبارات أهمها السياقات الاجتماعية والثقافية السياسية التي عرفتها بلادنا في السنوات الأخير ومازالت تطوراته جارية إلى اليوم أبرزها مسألة المساواة. وثمّن وزير الشؤون الثقافي التونسية دور معرض تونس الدولي للكتاب في توجيه الاهتمام والاحتفاء على حد السواء بالأدب الكتاب على اعتبار أن الالتزام بالمعرفة والفكر والحرية والقيم الإنسانية في تظاهرة ثقافية كبرى في قيمة ومستوى معرض تونس الدولي للكتاب يلزم بلادنا باتباع سياسة ثقافية تراهن على التأسيس والبناء بدرجة أولى. من جهته عبّر عزالدين ميهوبي وزير الثقافة الجزائري عن سعادته بترؤس الوفد الجزائري في هذه المناسبة الهامة والخاصة التي تنزل فيها بلده ضيف شرف الدورة وعلل ذلك في الكلمة التي ألقاها في افتتاح المعرض بكون الاحتفاء بالثقافة والإبداع والفن وبالمنتج الفكري والأدبي ليس متاحا بشكل كبير لاسيما في ظل الظروف والوضع الذي أصبحت تعيشه أغلب البلدان العربية خاصة. ووضع الأدباء والمفكرين والمبدعين في مقدمة المشهد باعتبارهم الأقدر على زراعة الأمل وشق طريق المستقبل. وتقاطع مع محمد زين العابدين وشكري المبخوت في التأكيد على متانة العلاقة وجوديا وجغرافيا وثقافيا وحضاريا بين البلدين وأهمية التعاون والانفتاح الثقافي على أكثر من صعيد. أجنحة المعرض على خلاف ما روّج له منذ مدة، فقد كانت أروقة المعرض جاهزة وكل الكتب مرصفة بالأجنحة المخصصة لها. وقد تصدر رواق وزارة الشؤون الثقافية مدخل المعرض ليكون بجانب الجناح الكبير المخصص للجزائر ضيف شرف الدورة. أنشطة اليافعين والأطفال شهد بهو قصر المعارض بالكرم عروضا تنشيطية ولوحات راقصة لفرق من بلدان أجنبية منها روسيا التي تنزل بدورها ضيف شرف على هذا البرنامج التنشيطي الذي يتحيز مكانة هامة في برنامج معرض تونس الدولي للكتاب في دورة هذا العام. تكريمات تم خلال اليوم الافتتاحي تكريم ثلة من المبدعين من كتاب وأدباء وناشرين اعترافا بما قدموه للأدب والكتاب نذكر من بينهم الكاتبة باللغة الفرنسية سعاد قلّوز التي تعد إحدى الروائيّات التونسيّات الرائدات باعتبارها بدأت الكتابة قبل الاستقلال صدرت لها مؤخرا الأعمال الكاملة. إضافة إلى الكاتبة نافلة ذهب والكاتب الدكتور محمود بلعيد والروائي الحبيب السالمي والشاعر المنصف المزغنّي الذي تغيب عن الموعد. هذا على مستوى وطني، أما على مستوى دولي فقد اختارت الهيئة المديرة لمعرض تونس الدولي للكتاب أن تكرم ثلة من المبدعين العرب وهم الكاتب والروائي الفلسطيني يحيى يخلف والجزائري واسيني الأعرج أحد رواد الأدب العربي فضلا عن الباحث والجامعي والروائي أمين الزاوي من نفس البلد ومحسن جاسم الموسوي من العراق.