استبعد رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي تكرار سيناريو الجزائر في تونس في حال الفوز الكبير للحركة في الانتخابات البلدية، مشيراً إلى أن القانون الانتخابي لا يمكن حزباً بمفرده من الفوز بالغالبية، كما أشار من جهة أخرى إلى أن النهضة ستقوم بدعم مرشح محدد في الانتخابات الرئاسية عام 2019، مؤكداً أن التحالف مع نداء تونس سيستمر لتجنيب البلاد الفوضى. وأكد في حوار مع مجلة «جون أفريك» الفرنسية أن القانون الانتخابي في تونس يمنع تكرار ما حدث في الجزائر في بداية تسعينات القرن الماضي (فوز الإسلاميين والسيناريو الدموي الذي تبعه)، على اعتبار أنه لا يمكّن أي حزب من الفوز بالغالبية، كما أشار إلى أن النهضة حزب «تشاركي» يرفض التغول، وقد أكد ذلك عبر تجربة الترويكا والعمل الحكومي والمشاركة أخيراً في «وثيقة قرطاج» التي أفضت لحكومة الوحدة الوطنية. وأضاف «نحن في مرحلة الديمقراطية التشاركية وتوافُق الآراء الذي يرفض الانقسامات اليمينية-الإسلامية والعلمانية، ولبعث المزيد من الطمأنينة للجميع فإننا ندعو جميع الأطراف إلى الاتفاق على ميثاق من شأنه أن يلزمهم، على الإدارة المشتركة للبلديات، بغض النظر عن نتائج التصويت (في الانتخابات البلدية). سنقترح قريبا اعتماد مشروع الميثاق هذا للانتخابات. فنحن ندعم سياسة الإجماع التي أنقذت تونس من مصير بلدان الربيع العربي الأخرى، والتي يجب أن تستمر بعد الانتخابات البلدية حتى لا تسبب صدمة أو انقسامات قد تضعف البلاد أو تسقط الحكومة»، مشيراً إلى أن المستقلين يشكلون 54 في المائة من قائمات النهضة في الانتخابات البلدية. وأشار في السياق إلى أن التحالف مع حزب نداء تونس سيستمر لمصلحة تونس، فضلاً عن استمرار سياسة التحالف أيضاً مع الأطراف السياسية الأخرى والتي أنقذت البلاد من الانزلاق نحو الفوضى. وحول احتمال تقديم حركة النهضة لمرشح رئاسي في انتخابات 2019، قال الغنوشي «لم نقرر أي شيء بهذا الخصوص حتى الآن، ولكننا سنناقش الأمر بعد الانتخابات البلدية، التي هي مصدر قلقنا المباشر حاليا، لكن من المؤكد أن النهضة ستشارك في الانتخابات الرئاسية. لن نتخذ موقفا محايدا كما في عام 2014 وسوف ندعم مرشحا محددا. أما في ما يتعلق بوجود منافس خاص بنا، فسوف نقرر ذلك داخلياً بعد التشاور مع الأطراف الصديقة». هيئة الانتخابات توضح قال أنيس الجربوعي عضو مجلس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تصريح ل»الصباح نيوز» أنه لا إشكال في فتح الحساب البنكي الوحيد لقائمة انتخابية وبهوية الوكيل المالي للقائمة. ودعا الجربوعي جميع القائمات إلى التدارك في الأسبوع القادم مشيرا إلى أن اجل 48 ساعة هو اجل استنهاضي ولا تترتب عنه عقوبات في صورة التأخير. سهام بن سدرين: تنفيذ مسيرة الاستقلال كانت مرتهنة لفرنسا اعتبرت رئيسة هيئة الحقيقة والكرامة سهام بن سدرين أن تنفيذ مسيرة الاستقلال كانت مرتهنة للمستعمر الفرنسي. وصرحت أن اكتشاف وثائق الاستقلال تم على إثر شكاوى تقدم بها أهالي «جبل أرقو» من ولاية قفصة الذين قُصفوا في جويلية وأوت 1956 من طرف المستعمر الفرنسي، والذين لم يتمكنوا من دفن ذويهم بسبب الرعب الذي عاشه سكان الجهة. وأكدت بن سدرين أمس خلال ندوة لمؤسسة التميمي حول حقائق وثائق الاستقلال، أن وثائق فرنسية تحصلت عليها الهيئة تثبت أنه إلى حدود 1958 (بعد عامين من الاستقلال) تونس لا تتصرف في جهات قفصة وتطاوين وشمال بنزرت. وأوضحت رئيسة هيئة الحقيقة والكرامة أن الغاية من الحديث عن وثائق الاستقلال ليس الشيطنة أو توجيه الاتهامات للفريق المفاوض حول الاستقلال الذي ترأسه الزعيم بورقيبة آنذاك، ولكن هو تبيان أن فرنسا لم تفرط في تونس بتلك السهولة من خلال تركها لمجموعة من الاتفاقيات التي مثلت حبلا في رقابنا، حسب تعبيرها. ◗ رصد وجيه