أفاد المسرحي جمال شندول أنه تم ضبط برنامج الدورة 22 للمهرجان الوطني لمسرح التجريب بمدنين الذي يتولى رئاستها وينظمها مركز الفنون الدرامية والركحية بمدنين وتتواصل من 12 إلى 27 من الشهر الجاري. وأكد أن الهيئة المديرة اختارت في دورة هذا العام التركيز على مدنين بصفة خاصة والصحراء بشكل عام لتقدمها بالألوان الإفريقية على نحو يكون المهرجان محملا لمقاربات ثقافية وفنية قوامها الإبداع المسرحي. وتجدر الإشارة إلى أن المهرجان الوطني لمسرح التجريب يتحيز مكانة هامة في الوسطين الثقافي والمسرحي على حد السواء. إذ نجح في تكريس تقاليد الفن الرابع وتكوين قاعدة جماهيرية في الجهة بعد أكثر من عقدين من بعثه. وهو جمهور لا يكتفي بالمواكبة والحضور فحسب بل يشارك في جلسات النقاش والحوار التي تنتظم إثر العروض المسرحية فضلا عن إسهاماته في الندوات وغيرها الأمر الذي استحسنه أغلب المسرحيين الذين سبق لهم المشاركة في المهرجان والوقوف على ذلك والاستفادة من الآراء النقدية والقراءات المقدمة لأعمالهم من خلال هذا المهرجان الذي تسجل خلاله الجهة قدوم عدد كبير من المسرحيين والناشطين في الحقل الثقافي خصيصا لمواكبة هذا المهرجان. إذ تسجل هذه الدورة مشاركة عروض ومسرحيين من بلدان إفريقية ذكر محدثنا من بينها ساحل العاج والكامرون والجزائر. فضلا عن العروض المسرحية التونسية التي ينفتح فيها المهرجان على القطاع الخاص والعمومي وذلك من خلال مشاركة أعمال من إنتاج المسرح الوطني على غرار»خوف» لجليلة بكار والفاضل الجعايبي وأخرى من أنتاج مراكز الفنون الدرامية والركحية على غرار مركز صفاقس الذي يشارك بمسرحية «عين الشفاء» أو «ذيب» للمخرج مقداد معزون ويشارك في تجسيدها على الركح كل من سفيان الداهش وسعيدة الحامي ومنير العلوي ونهى بن عامر وعبدالمجيد العبدلي ومسرحية «قم» للمخرج محمد الطاهر خيرات وإنتاج مركز الفنون الدارمية والركحية بالكاف ويجسدها عبدالرحمان الشيخاوي ومنير خزري وسهام التليلي ونورالدين الهمامي. إضافة إلى عروض أخرى من انتاج شركات خاصة على غرار «موت فوضوي» لحكيم صويد و«حوريات البحر» لأمير العيوني وغيرها من الأعمال الأخرى. أنشطة متنوعة في جانب آخر من حديثه عن نفس المهرجان أفاد جمال شندول أن برنامج هذه الدورة ثري ومتنوع ويتضمن عروض مسرحية موسيقية وفرجوية فضلا عن عروض الرقص والفداوي التي يشارك فيها كل من فوزي اللبان وخالد شنان وكمال البوزيدي. كما تسجل هذه الدورة تنظيم تربص في التعبير الجسماني تونسي بلجيكي بإشراف الكوريغرافي حافظ زليط فضلا عن تربص في الرقص الإفريقي باشراف «نيكوكو ياو» من الكوديفوار. أما محور ندوة هذا العام فيدور حول «قانون الفنان» بمشاركة رمزي محمدي. ولعل ما ميز هذه الدورة وفق ما أكده مديرها ل«الصباح» أنها لا تكتفي في الأنشطة والعروض بفضاء مركز الفنون الدرامية والركحية بمدينين بل تنفتح على عدة فضاءات أخرى بالجنوب التونسي على نحو يتحول المهرجان إلى منشط للحركة الثقافية في الجنوب الشرقي وذلك من خلال ما يتضمنه البرنامج في عروض في كل من السجن المدني «الحربوب» والمركب الثقافي بالجهة وعدة مدارس ابتدائية وساحة المركز والقاعات التابعة له. وفيما يتعلق بالميزانية والإمكانيات المادية أكد جمال شندول أن المهرجان يكتفي بدعم وزارة الشؤون الثقافية المتمثلة في ميزانية مركز الفنون الدرامية والركحية في ظل غياب دعم القطاع الخاص لهذا المهرجان وأنهى حديثه بقوله: «محدودية الإمكانيات لم تحل دون ضبط برنامج نوعي يحافظ على الخطوط العريضة للمهرجان ويدعم خصوصيته وتقاليده ببرمجة عروض قيمة. ولكن غياب الاستشهار ودعم المؤسسات الخاصة في الجنوب الشرقي تحديدا له مبرراته وهو غياب ثقافة ووعي بأهمية دعم ما هو ثقافي لدى أغلب القائمين لها. لذلك نحن نكتفي بالدعم الذي نتحصل من بعض الجهات والمؤسسات وهو في شكل خدمات لا غير».