تنتظم يوم 22 من الشهر الجاري الدورة الأولى لمهرجان «عرب العيون» بمعتمدية أولاد الشامخ التابعة لولاية المهدية وتحديدا بقرية أولاد عمر. ويشرف على تنظيمه مجموعة شابة من أبناء الجهة منضوين في جمعية «الصفاء للتراث والفنون» اختاروا أن يكون سفيان بوعزيز رئيسا لدورة التأسيسية وذلك بدعم من وزارة الشؤون الثقافية ممثلة في المندوبية الجهوية للثقافة بالمهدية فضلا عن دعم وزارتي السياحة والفلاحة وعدة هياكل أخرى مثلما أكد ذلك مدير المهرجان. ويهدف هذا المهرجان الثقافي للتعريف بخصوصيات هذه الجهة الطبيعية والجمالية والتي تزخر بالعيون ومنابع المياه فضلا عن واحات النخيل الممتدة والمساحات الخضراء الخلابة وسيكون شعار هذه الدورة «عيون العرب ملتقى الحضارات» باعتبار أن من أهداف المهرجان أيضا التعريف بالمخزون التراثي والحضاري للجهة بما يرشحها للتصنيف ضمن التراث العالمي. وهو ما أكده مدير هذا المهرجان الذي يجمع بين ما هو ثقافي وسياحي ليكون مناسبة للتعريف بهذه الوجهة السياحية في تونس من ناحية وإبراز مخزونها الثقافي والتاريخي. لتتحول أثناء المهرجان إلى مسرح رحبا لأنشطة ثقافية وفكرية متنوعة تتخللها مداخلات تعرف بهذا المخزون فضلا عن تنظيم أمسيات شعرية بحضور أبرز شعراء الجهة، ستشفع بعروض فنية وفلكلورية من التراث التونسي وتذوق أكلاتها الشعبية والوقوف على أهم فقرات العرس التقليدي بهذه القرية. والهام في هذا المهرجان أيضا أنه يراهن في برنامجه الموسع والمتنوع على كل ما هو تقليدي وخاص بالجهة ثقافيا وفنيا ولذلك بالنسبة للباس التقليدي والصناعات التقليدية والحرف والأكلات وغيرها من المجالات الأخرى. وفي سياق آخر من حديثه بين مدير نفس المهرجان أن برنامج هذه الدورة التأسيسية ينفتح على مختلف الفنون وذلك من خلال مشاركة رسامين من جمعية النجمة بسوسة وآخرين من المعهد الأعلى للفنون والحرف بالمهدية فضلا عن برمجة خيمة للحكاية والرواية وعروض للحكواتي إضافة إلى مشاركة فرق مختصة في عروض الفروسية والفنون الشعبية وأمسية تخصص للشعر الشعبي وتقديم بعض المعزوفات الموسيقية بآلات تقليدية رائجة في المنطقة. واعتبر أن ما حظي به المهرجان من دعم محدود في هذه الدورة الأولى يعد مكسبا لبعث منارة ثقافية في جهة ثرية حضاريا وثقافيا ظلت لسنوات تعاني من التهميش والنسيان.