مازالت أزمة الثانوي متواصلة منذ الثلاثاء الفارط وسط غياب للحلول، باستثناء تصريحات وتلميحات من هنا وهناك، وكان رئيس الحكومة يوسف الشاهد قد دعا أول أمس الطرف النقابي إلى ارجاع الأعداد واستئناف الدروس يوم غد الاثنين متعهدا بعودة سلطة الاشراف إلى طاولة الحوار، دعوة لم تلقى ترحيبا لدى قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل، حيث اعتبر الامين العام نور الدين الطبوبي أمس في قفصة، أن خطاب رئيس الحكومة تضمن لهجة التهديد، مؤكدا حرص المركزية على انجاح السنة الدراسية، داعيا رئيس الجمهورية إلى التدخل العاجل من اجل حلحة هذه الأزمة التي أصبحت تشكل تهديدا على البلاد، وفق قوله. على صعيد متصل قال الكاتب العام لنقابة الثانوي لسعد اليعقوبي في تصريح ل»الصباح»:»السنة البيضاء لن تحصل رغم سعى وزير التربية والحكومة لإفشال العام الدراسي الحالي، ورئيس الحكومة لم يأت بالجديد في كلمته الأخيرة بل زاد الطين بلة وأراد تحميل عجزه للطرف النقابي، وهذه الكلمة سيكون لها تأثير سلبي على قرارات الهيئة الإدارية القادمة لقطاع التعليم الثانوي، وزادت في تعميق مخاوف الأولياء والرأي العام على حد السواء، والحكومة تدفع بنا إلى مربع الخطر والمساس بمستقبل التلاميذ، والوزارة لا تعترف بالمفاوضات وتتعامل بمنطق العنتريات، وهناك اصرار واضح على ضرب العمل النقابي والتنكر للمربين بعد أن أملت الحكومة اجراءات مجحفة في حق المدرسين وأثقلت كاهلهم بالضرائب، وذلك في إطار مخطط لتدمير المدرسة العمومية تنفيذا لاملاءت صندوق النقد الدولي، اضافة إلى سعي الحكومة على اقحام ملف التربية في ملف سياسي أشمل للتغطية على عجزها في العديد من القضايا الاقتصادية والاجتماعية، وتصدي الاتحاد العام التونسي للشغل لكل المخططات المشبوهة المتعلقة بالمؤسسات العمومية والصناديق الاجتماعية وملف الجباية، وأريد التأكيد على أننا سنواجه تعنت الحكومة والوزارة بوحدة صفنا وصمودنا ولن نتراجع عن مطالبنا، ونحن جاهزون لكل الاحتمالات ومستعدون للمفاوضات». من جهة أخرى أمس نظم مجموعة من أولياء التلاميذ، وقفة احتجاجية أمام المسرح البلدي بالعاصمة، ضد قرار أساتذة التعليم حجب أعداد التلاميذ وتعليق الدروس بالمدارس الإعدادية والمعاهد الثانوية، وطالب المحتجون بتحييد التلاميذ عن التجاذبات بين الحكومة والاتحاد العام التونسي للشغل، رافعين شعارات «لا لحجب الأعداد» و»نحبوا أبناءنا يقراو»..، وباستئناف التدريس بشكل طبيعي وإنقاذ السنة الدراسية معتبرين أن اقرار سنة بيضاء سيكون الكارثة على الجميع»، مطالبين الحكومة بالتجاوب مع المطالب النقابية. في الأثناء تواصل أمس تعليق الدروس لليوم الخامس على التوالي، بما بات يهدد جدّيا السنة الدراسية الحالية، وفي هذا السياق اجتمع أمس المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد العام التونسي للشغل للنظر في ما آلت إليه أزمة التعليم الثانوي، في انتظار انعقاد الهيئة الإدارية الوطنية غدا والتي ستكون حاسمة حيث ينتظر أن تتخذ قرارات هامة في علاقة بالوضع العام الذي تعيشه البلاد.