تنتظم الدورة الواحدة والعشرون للمهرجان الدولي للشعر بتنظيم من جمعية خيمة علي بن غذاهم للشعر بجدليان التابعة لولاية القصرين على امتداد اربعة أيام وذلك من 28 إلى غرة ماي المقبل. وتسجل هذه الدورة مشاركة الشاعرة آلاء بدر شاكر السياب ابنة الشاعر العراقي الراحل بدر شاكر السياب فضلا عن مجموعة من الشعراء والنقاد من بلدان عربية وأوروبية. وأكد مدير هذه الدورة الشاعر عبدالكريم الخالقي أن القائمين على المهرجان حريصون على المحافظة على خط هذه المناسبة الشعرية الدولية الهامة نظرا لما يحظى به المهرجان من صيت على مستويين وطني ودولي وذلك بفضل المحافظة على تنظيمه سنويا ودون انقطاع إضافة إلى ما تسجله كل دورة من إقبال نوعي لضيوف ومشاركين من تونس أو أجانب فضلا عن جدية وراهنية المواضيع التي يطرحها من دورة لأخرى. وبين مدير المهرجان أن دورة هذا العام تحمل شعار»المقاومة وتجريم التطبيع» سيكون محورها العام»الهوية والوطن في الشعر العربي بين الحضور والغياب». وأوضح في جانب آخر من حديثه أنه سيتم تسمية كل يوم من أيام المهرجان باسم دولة عربية مستهدفة وهي كل من سوريا والعراق وفلسطين وليبيا. أما الندوة الخاصة بالمهرجان حول»الشعر جمال الإنتماء» باعتبار أن اهداف هذا المهرجان ثلاثية الأبعاد حسب تأكيد مديره، فهو يشكل مناسبة للقراءات الشعرية من ناحية ولتقديم الدراسات النقدية والتباحث حول مسائل علمية بإمكانها تطوير هذا الجنس الأدبي والمنحى الإبداعي من ناحية ثانية وفرصة للتعريف بالمخزون الثقافي والطبيعي والحضاري والأثري للجهة بما يجعل منها مسلكا سياحيا هاما في تونس وذلك بعد»الأضرار» التي لحقتها في السنوات الأخيرة بسبب «الإرهاب» إلى حد أن النفور منها بسبب هذا العامل شمل أيضا أبناء الجهة. والهام في هذا المهرجان أنه انتصر للداخل التونسي ونجح خلال دوراته الماضية في تكريس تظاهرة أشبه ما تكون بقطب للإبداع الأدبي عامة والشعري بشكل خاص وأثبت أنه بإمكان تحويل الجهات الداخلية إلى أقطاب ثقافية وذلك اذا ما توفرت إرادة الإرادة وأن المسألة ليست رهينة قرار سياسي. وعلل مدير الدورة ذلك بتزامن موعد تنظيمه مع أوج جمالية العوامل الطبيعية والمناخية للجهة. مما جعل الهيئة المديرة تضبط برنامجا يراعي هذه العوامل وذلك بانفتاح المهرجان في أركانه وأنشطته وتفاصيله على مميزات ولاية القصرين وخصوصياتها الطبيعية بهدف التسويق لها كجهة سياحية بامتياز. وأفاد عبدالكريم الخالقي أن دورة هذا العام ستشمل في مستوى برنامجها الثقافي الموسع عدة جهات ومناطق تابعة لنفس الولاية على غرار جدليان وسبيطلة وحيدرة والقصرين فضلا عن عدة مناطق جبلية تعد من مميزات الجهة كعين السلسلة. وذلك ببرمجة أمسيات شعرية في مثل هذه المناطق فضلا عن الزيارات السياحية. مشاركة موسعة وفيما يتعلق بالحضور أفاد مدير المهرجان أنه يجمع بين التأصل في المحيط العربي ويعكس ما يزخر به من إبداعات وينفتح على الآخر الغربي والفارسي. إذ تسجل دوره هذا العام من المهرجان الدولي للشعر بجدليان مشاركة موسعة تضم رموز الشعر في تونس والعالم العربي وبلدان أجنبية أخرى. فبقطع النظر عن ضيفة شرف الدورة المذكورة أعلاه تسجل هذه الدورة مشاركة الشاعر الإيراني من عرب الأهواز إبراهيم بيجاربي والجزائري جلال خشاب وغيرهم من شعراء ونقاد من مصر والمغرب وسوريا وفلسطين والعراق والبحرين والإمارات وليبيا وفرنسا وإيطاليا واسبانيا وألمانيا وصربيا وبلجيكا وغيرها من البلدان الأخرى. كما يتضمن برنامج هذه الدورة عروض مسرحية وموسيقية على غرار عرض «مغيلة» لمجموعة قناديل بقيادة الموسيقي محرز العبيدي وذلك لرمزية المكان وهو جبل مغيلة بالقصرين الذي تحول إلى بؤرة للإرهاب. إضافة إلى عروض أخرى للموسيقي الشعبية وتقديم موروث الجهة الثقافي.