تنظّم جمعيّة الإشراق الثقافيّ بالتّعاون مع دار الثقافة بالقلعة الكبرى الدّورة الرّابعة من تظاهرة «قلعة المسرح»بداية من 28 من أفريل وإلى غاية 3 ماي ويتضمّن برنامج التّظاهرة جملة من العروض المسرحيّة اليوميّة إلى جانب ندوة فكريّة في اليوم الأوّل من التّظاهرة تحت عنوان «المرأة في المسرح التّونسيّ: الرّهانات والمكاسب»بحضور عدد من الأساتذة والمحاضرين الذين سيحاولون من خلال جلستين علميّتين تتضمّنان ستّ مداخلات لكلّ من الأستاذ حافظ الجديدي وفريد العرفاوي والأستاذة منية الحريزي وهالة عزيزي وسميّة الحاج عمر والأستاذة جيهان الفيتوري استعراض مسيرة مساهمة المرأة في التّأسيس لنشأة تجربة مسرحيّة تونسيّة بعد أن كانت البدايات من خلال أعمال مسرحيّة عربيّة مشتركة خاصّة مع ممثّلات مصريّات أمثال الرّائدة فاطمة رشدي.. لتتوصّل بعد ذلك التّونسيّات إلى فرض أنفسهنّ وشقّ طريقهنّ في هذا المجال على غرار زبيدة الجزائريّة وعائشة الصّغيرة والمطربة فضيلة ختمي وشافية رشدي ..ثمّ في فترة لاحقة الفنّانة الحبيبة مسيكة ثمّ رائدة المسرح الشعبيّ الزّهرة فايزة لتتوالى فيما بعد التّجارب المسرحيّة النّسائيّة ويترسّخ من خلالها حضور المرأة وتتعزّز مكانتها في مجال رابع الفنون كممثّلة وكاتبة ومخرجة ومنتجة، كما سيتكفّل المتدخّلون بمحاولة الإجابة عن جملة من التّساؤلات الجوهريّة للوقوف على أبرز المسارات التّاريخيّة للإبداع المسرحيّ للممثّلات التّونسيّات وطرح مدى إمكانيّة الحديث عن تجاوز المسرحيّات التّونسيّات النّظرة الشهوانيّة لإثبات الهويّة والوجود ككائن فاعل ومنتج ؟ ثمّ وفي علاقتها بالرّجل هل استطاعت المرأة التّونسيّة أن تنحت إبداعا مختلفا عن الإبداع الرّجاليّ؟ في جانب ثان يتضمّن برنامج التّظاهرة عرضين قياسيين الأوّل يحمل عنوان»ثقافة ناسفة «explosion culturelle للممثّل المسرحيّ جوهر الحسناوي والفنّانة التّشكيليّة ربيعة بن لطيفة التي اعتبرت أنّ العرض يندرج في إطار محاولة التّعريف بتجربتها الفنيّة ومجمل أبحاثها العلميّة التي تندرج في إطار إرساء تعبيرة فنيّة معاصرة تقوم أساسا على تكامل الفنون وانفتاحها على بعضها(مسرح –فنون تشكيليّة –كوريغرافيا –تصوير فوتوغرافي –موسيقى) ومحاولة مسايرة الحياة المعاصرة وما تشهده من تطوّرات تكنولوجيّة وتقنيّات متطوّرة لعرض الصّورة وهو ما جعلها تحرص على الاستعانة بخدمات مختصّين في المسرح وفي التّصوير السينمائي و الفوتوغرافي ضمانا لنجاح العرض الذي تلعب فيه شخصيّة فنّانة تشكيليّة أسيرة دور البطولة من خلال مقاومتها واستبسالها من أجل التحرّر من الأسر والقيود عبر تفجيرها لحزام ناسف من الألوان يمكّنها من التحرّر من قيودها والإنطلاق نحو رسم لوحة فنيّة بتقنية الأكريليك مع مرافقة موسيقيّة مناسبة في إشارة إلى دور الفنّ التّشكيلي كوسيلة للمقاومة والتحرّر وكسر القيود أمّا العرض القياسي الثاني والذي يحمل عنوان»نجع دريد» فتؤمّنه الفنّانة وحيدة الدّريدي. وفي اختتام التّظاهرة ارتأى المشرفون تكريم الفنّانة القديرة دلندة عبدو من خلال عرض فيديو مصوّر يوثّق عمليّة التّكريم باعتبار تعذّر حضورها لأسباب صحيّة هذا إلى جانب تكريم الفنّانة وحيدة الدريدي والأساتذة عبد العزيز بلعيد ومحمد علي بن عامر وسالم بلطيفة.