يمتد الشريط الحدودي بولاية جندوبة على أكثر من سبعين كيلومترا عبر معتمديات طبرقة،عين دراهم ،فرنانة وغار الدماء ويعتبرالمكان الخصب لمتناقضات شتى ومثّل صدمة للرأي العام خلال اندلاع الثورة أين اختلطت في ذهن التونسي صور مذهلة لواقع اجتمعت فيه الثروة بالفقر والمعاناة،ومع الاستعدادات الجارية للانتتخابات البلدية ماذا ينتظر المواطن في هذه الربوع وماهي الحلول المقترحة من أجل تنمية فعلية في المناطق الداخلية؟ يطالب الشاب وليد الخميري بتحسين ظروف حياة المواطن في الشريط الحدودي لولاية جندوبة خاصة توفير المرافق الضرورية مثل الماء الصالح للشرب اذ تشكو العديد من المناطق من شح في مياه الشرب رغم ما تزخر به الجهة من ثروة مائية مؤكدا على ضرورة استغلال المناطق السقوية التي تشكو من اهتراء في التجهيزات وأحيانا غياب النشاط الفلاحي ما ضاعف من ارتفاع نسبة البطالة في صفوف الشباب الذين نزحوا نحو المدن في ظل صعوبة الحياة بهذه المناطق التي لم تتحسن الحياة بها منذ الاستقلال. رفيق بلعيدي أثار معضلة رداءة المسالك الفلاحية رغم الأصوات المنادية بالتدخل لاصلاحها بعد الانزلاقات الأضية وتعبيدها مؤكدا أن عزلة المناطق تسببت في مغادرة المئات من المواطنين الى المدن والاستقرار بها وفي هذا السياق يطالب بضرورة المراهنة على تعبيد المسالك الفلاحية وفك عزلة السكان أملا في تقريب الخدمات منهم مستشهدا بالعديد من حالات الوفايا التي كانت نتيجة العزلة وغياب وسائل النقل جراء صعوبة هذه المسالك التي حرمت المئات من التلاميذ من مواصلة دراستهم في ظروف طبيعية مضيفا أن هذا الوضع كان من بين أهم أسباب تفشي ظاهرة الانقطاع المبكر عن الدراسة والتحاق التلاميذ بالمدن والبحث عن عمل مهما كان شاقا في ظل انتشار الفقر والبطالة التي تعاني منها العشرات من العائلات ما يستدعي من الأطراف التي ستتولى ادارة الشأن المحلي المراهنة على استقرار سكان الشريط الحدودي من خلال العمل على توفير متطلبات العيش الكريم وبعث مشاريع تتماشى وخصائص الجهة كمنطقة للتبادل الحر مع الشقيقة الجزائر والتي من شأنها أن توفر مواطن شغل لبناء الجهة كما يأمل رفيق أيضا في استغلال الموارد الطبيعية التي يزخر بها الشريط الحدودي والمراهنة على السياحة البيئية خاصة وأن المنتوج السياحي متنوع مثل المحطات الاستشفائية وتعدد المالك السياحية والمناظر الطبيعية الخلابة ولا يكون ذلك الا بتحسين وتعبيد المسالك الفلاحية. تقريب الخدمات ودار للمسنين من جهته يأمل محمد سلطاني أن تعمل الجهات المعنية في خضم هذه الانتخابات على تقريب الخدمات للمواطن ببعض القرى الحدودية وتوفير المؤسسات التربوية خاصة المعاهد الثانوية ومزيد الاهتمام بصيانة المدارس الابتدائية واحداث مستوصفات تعمل على مدار الأسبوع والقيام بحملات توعية للحد من انتشار بعض الأمراض خاصة في صفوف الأطفال والنساء من خلال المراهنة على القوافل الصحية وتدخل الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه بالتجمعات السكنية لايصال مياه الشرب للمواطنين ومن ثمة التصدي للعديد من الأمراض المتأتية من المياه الملوثة. بالاضافة الى ذلك تطرق محمد الى معضلة تفشي المساكن البدائية والتي لاتخلو منها معتمدية حدودية من ولاية جندوبة ومعاناة العديد من الأرامل اللواتي يعشن بلا سند ولا منح عائلية الى جانب ما يتعرضن اليه من عنف وسرقة مما يستدعي التفكير جديا في بعث دار للمسنين باحدى المعتمديات الحدودية والسعي بشتى الطرق لازالة المساكن البدائية التي أثرت سلبا على حياة العديدمن العائلات وخاصة التلاميذ والعمل على توفير الظروف المناسبة للتلاميذ والطلبة داخل الأسرة. أحلام حياة كريمة يحملها ويتطلع اليها شباب الشريط الحدودي لولاية جندوبة والذي طالما عاش حياة قاسية منذ الاستقلال جسدتها الكثير من المعاناة لهؤلاء السكان الذين استأسدوا في الدفاع عن الوطن في وجه المستعمر الفرنسي ابان دخوله التراب التونسي ومثل هذا الشريط قلعة في النضال الا أن الاهمال ألقى بظلاله على حياة السكان الذين يأملون من خلال هذه الانتخابات أن يتحقق لهم العيش الكريم بعيدا عن وعود كسب أصوات على حساب جهات مازالت تئن تحت خط الفقر وانعدام ابسط المرافق الضرورية.