عواطف ريدان مخرجة شابة تتقد حيوية ورغبة في الاضافة والتطوير وتقديم الأفضل للسينما التونسية التقيناها في مدينة الثقافة وكانت تتابع فعاليات مهرجان السينما التونسية سبق لها ان اخرجت أفلاما وثائقية مثل « نورمال» و» ثورة الياسمين» و»النشوة» وهو فيلم قصير واشتغلت مساعدة إخراج مع عديد المخرجين وهي حاليا بصدد تصوير فيلم «مادالينا» وهو إنتاج تونسي ايطالي ويتناول قضية البحث عن الهوية في ايطاليا. عواطف حاولت كثيرا حسب ما صرحت به ل«الصباح» ان تحصل على دعم مادي من وزارة الشؤون الثقافية لتخرج فيلما روائيا طويلا او لإخراج وإنتاج افلامها الوثائقية ولكنها ورغم تقدمها بملفاتها 21 مرة للدعم لم تحصل عليه حتى انها تساءلت عن الطريقة المثلى التي يمكنها ان تتبعها لتحصل على هذا الدعم ولتكون من بين المحظوظين الذين لا يجدون اي اشكال او صعوبة في تلقى الدعم. وعدم حصولها على الدعم لم يحبط عزائمها ولم يدفعها الى اليأس بل دفعها الى مزيد العمل على الافلام الوثائقية وهو ما تسمح به إمكانياتها وإمكانيات بعض من آمنوا بكفاءتها وقبلوا ان يشجعوها ويمولوا مشاريعها ومن بين هؤلاء المنتج ومنظم الحفلات سعيد بن جعفر التونسي العائد من فرنسا بعد 40 سنة من الهجرة وتجربة 20 سنة في تنظيم الحفلات السينمائية والتظاهرات الثقافية سواء في تونس او في فرنسا. وقد صرح سعيد ل»الصباح» بالمناسبة بأنه سعيد بالعمل بالمجال الثقافي والفني في تونس وأضاف: «صحيح أنني انظم الحفلات واسعى الى الترفيه عن الناس ولإسعادهم ليتمكنوا من الخروج من الازمات الخانقة التي يعيشونها في ظل ما تعيشه تونس من مشاكل وإشكاليات ولكنني احب ان انتج الافلام وان اساعد الشباب على تحقيق احلامه بما تيسر لدي من امكانيات لان هذا يدخل صلب اهتمامات شركتي وشغلي بصفة عامة». ويذكر انه سبق لسعيد بن جعفر ان موّل فيلم المخرجة عواطف ريدان «إفريقيا المرارة» وهو وثائقي يدوم 29 دقيقة عرض في جربة في إطار تظاهرة أيام جربة الوثائقية وتحصل على عديد الجوائز ومن بينها جائزة «أحسن مساهمة فنية» هذا الشريط يتناول موضوع الهجرة غير الشرعية من افريقيا في اتجاه شمال البحر الابيض المتوسط عبر تونس وليبيا وقد صورت عواطف عددا من المهاجرين من بعض البلدان الافريقية اثناء رحلتهم القاسية وذات الطعم المر والمالح ملوحة البحر الذي يركبونه ويواجهون اخطاره وأهواله وهم لا يعرفون اين سيحطون الرحال في المعتقلات الاوروبية او في السجون ومراكز الايقاف التونسية والليبية وغيرها وبحثت عواطف في فيلم «افريقيا المرارة «عن العينات التي استجوبتها حتى داخل السجون واكتشفت ان اغلب هؤلاء المهاجرين هم اطارات عليا في بلدانهم ولهم وظائف قد يحسدون عليها ولكنهم يفضلون الهجرة والمغامرة وفنانون اغلبهم مشهورون في بلدانهم الإفريقية الاصلية ولكنهم غير راضين عن اوضاعهم وأوضاع بلدانهم ومن بينهم كذلك الطلبة والتلاميذ والنساء الحوامل الراغبات في الوضع في البلدان الأوروبية.