تواصلت على مدى الأيام الأولى من شهر رمضان المعظم الاعتداءات على وسائل النقل العمومي بأغلب الخطوط التابعة لشركة نقل تونس، آخرها ما جد في الليلة الفاصلة بين الأحد والاثنين الماضيين على متن خط المترو رقم 5 الرابط بين العاصمة وحي الانطلاقة من رشق للعربة بالحجارة مما أسفر عن إصابة بعض الحرفاء فضلا عن «الهجمة الليلية» التي حصلت على مدى يومي الخميس والجمعة الفارطين واعتداءات بجهة بن عروس أسفرت عن إلحاق عدة أضرار جسيمة بكل الخطوط التابعة للمترو. وكانت جدت بجهة بن عروس حادثتان بمحطة «منتزه المروج» حصلت الاولى في شهر فيفري الفارط وتمثلت في عملية «براكاج» بواسطة السيوف مما أسفر عن إصابة أربعة أعوان من شركة نقل تونس والحادثة الثانية التي وقعت بداية الشهر الحالي (4 ماي) والمتمثلة في تعرض عدد من الأعوان إلى اعتداءات بالسيوف والأسلحة البيضاء من قبل عدد من المنحرفين. وفي متابعة للموضوع ذكر الناطق الرسمي باسم شركة نقل تونس محمد الشملي في اتصال مع «الصباح» بان أغلب الخطوط التابعة للشركة عاشت منذ انطلاق شهر رمضان على وقع سلسلة من الأحداث والأعمال التخريبية آخرها ما حصل في الليلة الفاصلة بين الأحد والاثنين على متن المترو عدد 5 الرابط بين العاصمة وحي الانطلاقة تحديدا على مستوى محطة باب سعدون حيث تعرض احد المسافرين إلى الاعتداء. وأوضح الشملي بأن الشركة أطلقت صيحة فزغ من أجل تفهم وضعية الشركة التي اضطرت في عدة مناسبات إلى إلغاء سفراتها مما أحدث بعض الاضطراب ورغم المجهودات الأمنية المبذولة في السيطرة على الوضع الا أن المعتدين واصلوا اعتداءاتهم، مؤكدا في ذات السياق بأن التحقيقات التي انطلقت والتي لم يعرف مآلها ونتيجتها إلى حد الآن ستكشف حقيقة الأمر. وبين الشملي بأن الممثل القانوني لشركة نقل تونس في متابعة متواصلة للأمر مبديا استغرابه من وقوع عدد من الاعتداءات بمناطق لم تعرف مثلها في السابق ما دفعهم إلى متابعة الموضوع من أجل تتبع المعتدين قضائيا بوصفهم المتسببين في تلك الأضرار التي ستتكبدها الشركة. وأصدرت وزارة الداخلية أمس الاثنين بلاغا أكدت من خلاله أن الوحدات الأمنية تولت ليلة الأحد إيقاف 10 أشخاص تتراوح أعمارهم بين 14 و18 سنة بسبب رشقهم لعربات المترو في عدة محطات بالعاصمة وفي بن عروس. وأفادت الوزارة في بلاغ لها أن عربات المترو تعرضت للرشق بالحجارة على مستوى محطة مفتاح سعد لله بباب سعدون (تونس العاصمة)، مما تسبب في تهشيم بلور إحدى العربات وإصابة راكبين وذلك في حدود الساعة التاسعة وعشرين دقيقة من ليلة الأحد، وان الوحدات الأمنية تمكنت في وقت وجيز من إلقاء القبض على سبعة أشخاص أصيلي إحدى الأحياء الشعبية بالعاصمة مورطين في عملية الاعتداء أعمارهم تتراوح بين 14 و15 سنة (أحدهم من ذوي السوابق العدلية حيث تم إيداعه سابقا الإصلاحية). وأضاف البلاغ ذاته انه بالتحري معهم وسماعهم بحضور أوليائهم والممثل القانوني لشركة نقل تونس اعترفوا بأن إقدامهم على ذلك كان نتيجة نشوب خلاف بينهم أثناء تواجدهم بإحدى عربات «المترو» ورغبتهم في الإبقاء على أحد الأبواب مفتوحا أثناء سير «المترو» إضافة إلى تعرضهم إلى اللوم على صنيعهم من قبل بعض الركاب مما دفعهم إلى النزول وتعمدهم رشق «المترو» القادم في الاتجاه المعاكس بالحجارة. وباستشارة النيابة العمومية أذنت بالاحتفاظ بأحدهم ومباشرة قضية عدلية في شأنهم موضوعها «الإضرار بملك الغير وإحداث الهرج والتشويش وتعطيل حرية الشغل والإعتداء بالعنف الشديد» وإحالة البقية بحالة تقديم. وفي نفس اليوم في حدود الساعة التاسعة والنصف ليلا تعمدت مجموعة من الأشخاص رشق «المترو» على مستوى المروج الرابع ولاية بن عروس بالحجارة دون تسجيل أضرار، وقد تمكنت الوحدات الأمنية من القبض على المورطين في العملية وتبين أنهما تلميذان عمرهما 17 و 18 سنة وقد أذنت النيابة العمومية اثر استشارتها بإحالتهما بحالة تقديم. أما في محطة «المترو الخفيف» «خير الدين» في اتجاه المرسى بالضواحي الشمالية للعاصمة فقد سجل في حدود الساعة الحادية عشر ليلا و50 دقيقة من ليلة أمس الأول الأحد، سحب «فرامل» المترو الخفيف على مستوى المحطة المذكورة ورشقه بالحجارة مما أسفر عن تشقق البلور الأمامي وبتحول الدوريات الأمنية إلى المكان تم القبض على شخص عمره 14 سنة اعترف بتورطه في العملية وقد أذنت النيابة العمومية اثر استشارتها بإبقائه بحالة سراح.