في الوقت الذي انتظر فيه المجتمعون امس الإمضاء على المخرجات الاقتصادية للجنة المنبثقة عن وثيقة قرطاج، تفاجأ الرأي العام الوطني بموقف المدير التنفيذي لنداء تونس بالدخول العلني على خط الاجتماع والدفع بممثلي نداء تونس لفرض نقطة ابعاد يوسف الشاهد والرحيل بحكومته في اطار التغيير الشامل وهو ما يتفق فيه الحزب مع الاتحاد العام التونسي للشغل. وقد ادخل موقف النداء تشويشا على الاجتماع الامر الذي دفع بالمجتمعين الى الانقسام بين مؤيد لمبدإ الرحيل الفوري للحكومة وبين داعٍ الى تأجيل الحسم وترحيله الى اجتماع رؤساء المنظمات والاحزاب المقررة ليوم الجمعة او السبت على أقصى تقدير. فبعد ان تم التوافق بين من تبقوا في وثيقة قرطاج على تجاوز كل النقاط الخلافية قبل اجتماع «الرؤساء» حاول المدير التنفيدي للنداء فرض الامر الواقع على الجميع من خلال حشرهم في الزاوية والدفع بهم للقبول برحيل الشاهد، وقد نقلت مصادر حزبية ان حركة النهضة والمسار وحزب المبادرة رفضوا هذا الأسلوب في التعامل مع ملف الحكومة داعين ممثلي حركة نداء تونس الى التريث وانتظار الاجتماع القادم، وامام اصرار النداء واتحاد الشغل والوطني الحر واتحاد المرأة على ضرورة الحسم رفضت منظمة الاعراف والفلاحين ما اعتبروه سياسة الامر الواقع ليتأجل الحسم الى موعد لاحق. وبالرغم من إقرار الجميع ان الخلافات بين حافظ قائد السبسي ويوسف الشاهد ماهي الا خلافات شخصية بسبب اعلان رئيس الحكومة حربه على الفساد فقد نجح النداء في إقناع الاتحاد العام التونسي للشغل بالتقاطع معه حول مصير الشاهد الذي يبدو ان خليفته محل نقاش عائلي وفق ما أكده القيادي السابق بالحزب لزهر العكرمي على امواج إذاعة «راديو ماد». وقال العكرمي في هذا السياق «إن حافظ قايد السبسي وعائلته التي تسانده، تدفع نحو التخلي عن الشاهد، وتحاول اعادة نفس السيناريو الذي مرت به حكومة الحبيب الصيد، قائلا: "الباجي في مأزق بين مصلحة البلاد ومصلحة عائلته.. والبلاد ليست لعبة في يد حافظ قايد السبسي». ويعيش حزب نداء تونس وكتلته البرلمانية انقساما حادا في المواقف بسبب هيمنة حافظ قائد السبسي والمجموعة القريبة منه على نقاش المسالة خارج هياكل الحزب. وفِي هذا السياق قالت النائبة وفاء مخلوف في تصريح لها اول أمس «ان تغيير الحكومة في الوقت الحالي لن يفيد البلاد بقدر ما سيضرها ويعمق أزمتها لأن الواقع الصعب الذي تعيش على وقعه تونس كان يقتضي العمل والعمل ثم العمل دون الدخول في مهاترات قد تدخلنا في متاهات لا يمكن التكهن بها». وتابعت»صحيح نداء تونس له دور باعتباره الحزب الحاكم لكن ما يعيشه من مشاكل يجعل الشاهد لا يعول عليه». ولو ان المواقف متباينة داخل الحزب، منها ما يساند الشاهد ومنها ما يدعو إلى تغييره لاعتبارات معلومة وحسابات شخصية وهؤلاء يريدون التغيير من أجل التغيير في وقت ثمة مؤشرات ايجابية في بعض القطاعات ثم انه لا يمكننا التقدم بتغيير الحكومة وانما بالبحث عن العوائق.. وشخصيا أنا ضد تغيير الشاهد لعديد الاعتبارات الموضوعية أولها الاستقرار». واشارت مخلوف إلى ان المدير التنفيذي للحزب حافظ قائد السبسي يعمل من أجل تغيير الشاهد وإيجاد بديل له على رأس الحكومة لخلافات بينهما.