رغم مرور 10 ايام من شهر الصيام عرفت تذمرا يوميا من اهالي الجهة حول الفقدان شبه التام للحليب المعلب بمختلف معتمديات الولاية وتعمد بعض موزعيه بيعه باشتراط اقتناء"الياغورت" معه، واضطرار المستهلكين الى القيام برحلات بحث مضنية ومطولة من اجل الظفر بعلبة حليب واحدة من "عطار" صديق او قريب، فان السلطات المعنية لم تحرك ساكنا مثلما افادنا عديد التجار الذين وجدوا انفسهم من حيرة من امرهم والحال انهم يرون الحليب المعلب لدى المزودين الذين يرفضون بيعه الا بشروط وبكميات محدودة، وتساءل التجار ومن ورائهم المستهلكون عن لامبالاة الادارة الجهوية للتجارة بالقصرين وبقائها تتفرج على هذه الظاهرة وكانّ الامر لا يعنيها، مؤكدين الغياب الكلي لفرق المراقبة الاقتصادية منذ بداية رمضان. وبعد غياب لاكثر من سنة عن اسواق الجهة ومع حلول الاسبوع الثاني من شهر رمضان سجلنا رجوع المواد الغذائية المهربة من الجزائر الى اسواق القصرين وخاصة المشروبات الغازية والاجبان و"الياغورط" والتن والبسكويت.. التي سجلت حضورها لدى الباعة المنتصبين بارصفة شوارع وسط المدينة ومفترق حي النور، ونظرا لاسعارها المناسبة مقارنة بنظيرتها التونسية فان هذه المواد تجد اقبالا كبيرا من المستهلكين الذين يجدون فيها ملاذا لهم رغم علمهم بانها معروضة في ظروف غير صحية. لحم بقري "شارف" وقد تحولت"الصباح" يوم اول امس الجمعة الى"نقطة البيع من المنتج الى المستهلك"بالسوق البلدية بالقصرين وهي كما تم التعرض لها سابقا هي عبارة عن مجرد محل ضيق تابع لديوان الاراضي الدولية بوادي الدرب، على امل ان نجد فيه ما يشفي غليل المستهلكين مثلما يوجد في الجهات الاخرى، لكننا لم نجد معروضا فيه غير كميات محدودة من لحم البقري"الشارف" تكسوه الشحوم الصفراء، وهو امر طبيعي لان اللحم المعروض لا يغري احدا باقتنائه حتى بصفة مجانية؟؟ وفي الناحية الاخرى من نقطة البيع من المنتج الى المستهلك كانت هناك كميات قليلة من البيض تباع ب760 للحارة مقابل 800 مي في المحلات الاخرى.. والارتفاع الجنوني للاسعار يبدو انها ليس الظاهرة الوحيدة التي اكتوى بنارها اهالي القصرين منذ بداية شهر رمضان وانما انضافت له، المشاكل الببيئية التي تجلت في انتشار المزابل والمصبات العشوائية واكياس النفايات المنزلية في كل الاماكن والاحياء، ومع ارتفاع درجات الحرارة في الايام الاخيرة اصبحت مرتعا للحشرات وتنبعث منها روائح كريهة والبلديات الثلاث التي تتقاسم المدينة و هي النور و الزهور و القصرين تتفرج و حتى جرارات جمع الفضلات التي كانت تجوب بعض الاحياء بصفة يومية اصبحت تعمل منذ بداية شهر رمضان مرة واحدة كل 3 ايام مثلما عاينا ذلك في احياء المنار والفتح و السلام والقضاة التابعة لبلدية حي النور، وتعليقا على هذه الحالة البيئية المتردية قال لنا بعض المتساكنين ان رمضان هذه السنة سيكون ثقيلا وطويلا عليهم باسعاره الملتهبة واوساخه الكثيرة.. يوسف امين