لا حديث في مدينة القصرين منذ يوم الخميس إلا عن الجريمة النكراء التي اهتزت لها منطقة " عين القايد " بحي الزهور، قبل اذان المغرب بحوالي ثلاث ساعات لما اقدم شاب على اقتحام منزل جيرانه و تسديد طعنات قاتلة الى جارته و والدة صديقه ثم تركها تتخبط في دمائها وفرّ خارج القصرين في اتجاه جبل الشعانبي للالتحاق بالمجموعات الارهابية المتحصنة هناك التي كان شقيق له ينتمي اليها قبل القاء القبض عليه ومحاكمته ب 18 )سنة سجنا .. و في لقاء جمعنا ببعض اقارب و اجوار الضحية الحاجة حسنية بوعزي ، قالوا لنا بأنه اتهام بالوشاية بشقيقه الإرهابي فمنذ اربع سنوات و القاتل يتهم الفقيدة بأنها هي التي " وشت " بشقيقه الارهابي بلال العبيدي و قدمت للأمن اوصافه بعد العملية الارهابية التي استهدفت يوم 28 ماي 2014 منزل وزير الداخلية وقتها لطفي بن جدو الذي لا يبعد كثيرا عن مسكن العائلة، مما ساعد في القبض عليه ثم محاكمته ، و بسبب تلك الاتهامات توترت علاقته بابن الضحية المدافع السابق لمستقبل القصرين عدنان البوعزي و بقية افراد الاسرة ، و كان كثيرا ما يوجه لهم تهديدات بالانتقام منهم كما انه عمد عدة مرات الى رشق منزل الاسرة بالحجارة. تتسلل و طعنات قاتلة قبل ايام قليلة من حلول الذكرى الرابعة لحادثة الهجوم الإرهابي على منزل بن جدو ( اليوم 28 ماي ) و التي خلفت 4 شهداء 3و جرحى من الأمنيين ، و بينما كانت الحاجة حسنية ساعتها لوحدها منشغلة بإعداد وجبة الإفطار لأفراد أسرتها ، تسلل الجاني الى المنزل متسلحا بسكين وهاجمها و سدد لها عدة طعنات و رغم استبسالها في الدفاع عن نفسها إلا انها سرعان ما انهارت تتخبط في دمائها فتركها القاتل و فرّ هاربا ، ولم يقع التفطن لها إلا من طرف طفل صغير و هو ابن شقيقتها فسارع وهو في حالة ذهول و فزع إلى إعلام والدته بان خالته ملقاة على زربية بيت الجلوس و الدماء تنزف منها ، و لما دخلت شقيقتها صدمت للمشهد الذي رأته و بدأت في طلب النجدة و تم ابلاغ الحماية المدنية التي حلت على عين المكان و تولت نقل الحاجة الى المستشفى الجهوي لكن الموت كان اسرع من محاولات انقاذها بما انها لفظت انفاسها الاخيرة متأثرة بإحدى الطعنات القاتلة. - ايقاف الجاني لم يشك احد من اسرة الضحية ان جارهم هو القاتل ، و بمجرد اعلام وحدات الامن بالجريمة تكثفت التحريات للقبض عليه و في وقت قياسي وصلت معلومات تفيد بأنه فرّ الى خارج المدينة و تحديدا الى أحوازها الغربية ، من اجل الالتحاق بمرتفعات جبل الشعانبي فتجندت عدة فرق للبحث عنه الى ان تم العثور عليه قرب قرية " البراطلية " الواقعة بسفح الشعانبي و القاء القبض عليه.