أمّ الضحية لم تصدّق بعد وفاته وظلّت تتسلّل إلى المقبرة لتأكل من تراب قبره تونس - الاسبوعي: اهتز حي الشباب بدوار هيشر بولاية منوبة ليلة الاثنين قبل الماضي على وقع جريمة قتل استهدفت الشاب صابر الجويني البالغ من العمر 22 سنة بعد أن باغته صديقه (ابن حيه وجاره) من الخلف وسدد له ثلاث طعنات قاتلة. ولمعرفة ملابسات وتفاصيل الجريمة تحولت «الأسبوعي» إلى منزل عائلة الضحية الذي خيم عليه الحزن وأسدل عليه الاسى رداءه فالمنزل يقع «قبالة مقبرة دوار هيشر» والجريمة جدت كذلك في النهج المقابل للمقبرة وبين المقبرة والنهج تقطعت اوصال الام المسنة التي فقدت تركيزها ولم تقو على الحديث الينا ليس لهول مصابها فحسب بل إن شدة الفاجعة افقدتها القدرة على الكلام ولو لبعض الوقت وأن تحدثت فلن تسمع منها غير كلمة «اين صابر.. لماذا غاب كل هذا الوقت.. هاتولي نشوفه» وعندما حضرت الينا لم تتلفظ بغير هذه الكلمات في نفس متقطع وكانت تجول ببصرها لتتفحص وجوه الحاضرين من جيران واصدقاء ابنها علها تلحظ بعضا من ابنها في عيونهم.. 3 طعنات ونظرا للحالة النفسية الصعبة والتوعكات الصحية التي يعانيها افراد عائلة الضحية تحدث الينا خاله يوسف عن اطوار الجريمة فقال: «زرتهم مساء الاحد وغادرت منزلهم في حدود الساعة التاسعة ليلا إلى منزلي.. رافقني صابر إلى بهو المنزل ثم اتجه إلى «شوكة» النهج التي تعود الوقوف فيها لشرب سيجارة بعيدا عن اعين والديه..» هنا خرج محمد شقيقه الأكبر من صمته ليضيف: «كان صابر يقف عند «شوكة» النهج موليا وجهه صوب المقبرة ليخرج القاتل من منزلهم ويتجه صوبه وفق ما ورد في شهادة لدى السلط الامنية افاد بها احد السكان الذين عاينوا لحظات الجريمة.. وبوصوله إلى شقيقي سدد له طعنة من الخلف بواسطة سكين استقرت في القلب واعقبها بثانية استقرت في كليته اليسرى فيما استقرت الطعنة الثالثة بين معدته وقفصه الصدري.. وتركه يتخبط في دمائه ولاذ بالفرار إلى أن وقع القاء القبض عليه في منطقة طبربة في اليوم الموالي.» واضاف محمد بعد اجهاد كبير لذاكرته وقال :«رغم أن الجريمة جدت في حدود الساعة العاشرة ليلا وكان الشارع يعج بالمارة الا انه لم يتقدم احد لاسعاف اخي إلى أن بلغني الخبر عن طريق مكالمة هاتفية تلقيتها بعد قرابة 20 دقيقة من وقوع الجريمة.. وبوصولي إلى المكان وجدت صابر يتخبط في دمائه ويحاول النهوض الا انه لم يتمكن من بلوغ مراده.. وبنقله إلى مستشفى التضامن قضى قرابة النصف ساعة دون اسعافات كافية نظرا لعدم تواجد اطباء وبنقله إلى مستشفى الرابطة بالعاصمة ثم ادخاله إلى قسم العناية المركزة اين تلقى بعض الاسعافات الا انه فارق الحياة بعد نصف ساعة فقط متأثرا بجروحه الخطيرة خمر وانثى وكلام الناس وعن الأسباب قال يوسف خال الضحية أن صابر كان على علاقة جادة بشقيقة المظنون فيه منذ 3 سنوات بعلم العائلتين وهو ما افادت به الفتاة لدى سماع اقوالها في المقر الامني واضاف حدد صابر موعدا لاعلان الخطبة رسميا في اوت القادم على أن يتم الزفاف في اواخر شهر سبتمبر المقبل وأكد افراد عائلة الهالك أن المظنون فيه على علم بعلاقة شقيقته بالهالك مثل بقية افراد عائلته الا أن الخمرة وربما كلام الناس كذلك اربك تركيزه وافقده عقله ليقدم على قتل صديقه واحداث فرقة قد تكون ابدية بين عائلتين كان المشروع قائما في أن يتصاهرا في صلب عائلة واحدة» اكلت من تراب قبر ابنها يذكر أن الضحية كان متوازن الشخصية ويعمل «صائغي» باحد محلات مركز الصناعات التقليدية بالدندان وحادثة وفاته احدثت شرخا عظيما في نفس والده الذي لازم الصمت ولم ينطق بكلمة واحدة طيلة لقائنا بافراد العائلة. اما الام الثكلى فانها تتسلل بين الحين والاخر لتلج المقبرة وتحاول اكل تراب قبر ابنها أنها المأساة حلت بهذه العائلة المسكينة.