لم توفق وزارة التجارة الى غاية أمس 12 رمضان في علاج النقص المسجل في تزويد الاسواق بمادة الحليب المعلب، وتطور الوضع في بعض الجهات على غرار القصرينوقفصة اين طغى الاحتكار على عمليات البيع فغاب الحليب كليا على المساحات الكبرى واتجه التجار (العطارة) الى إدراجه ضمن المنتوجات النادرة واعتماد البيع المشروط في تسويقه. بدورها اقرت المديرة العامة للجودة والتجارة الداخلية فاتن بلهادي في ترصيحها ل»الصباح» ان التزويد يسجل تذبذبا فيما يتصل بمادة الحليب المعلب نصف الدسم خاصة في جهات قفصة وقبلي والقصرين والمنستير وسوسة وقابس ومدنين وتوزر والقيروان وتطاوين لكنه ليس بالصفة التي يبدو عليها في افادات المواطنين. فهناك علامات سجلت نقصا وهي العلامات التي تعرف في الاصل اقبالا من قبل المستهلك التونسي في حين هناك علامات اخرى متوفرة في المساحات الكبرى ولدى تجار التفصيل. واعادت بلهادي النقص المسجل في التزويد اساسا الى الطلب الكبير الذي يعرفه شهر رمضان على مادة الحليب اين يرتفع فيه الاستهلاك بحوالي ال5.4 % هذا فضلا على ان مركزيات انتاج الحليب اتجهت منذ ما قبل شهر رمضان الى تصدير جزء من إنتاجها وهو ما اثر بدوره على الكميات المتوفرة في الاسواق المحلية. وذكرت فاتن بلهادي ان حالة الجفاف التي عاشتها تونس خلال الثلاث سنوات الاخيرة وارتفاع اسعار الاعلاف ما بين ال40 و50 % كان لها ايضا تداعياتها على انتاج الحليب. وفي نفس الوقت اكدت مديرة الجودة والتجارة الداخلية ان وزارة التجارة بجميع هياكلها بصدد السعي الى علاج النقص المسجل يوما بيوم وفي الاطار تم الالتجاء الى المخزون التعديلي الذي مكن من سد ولو نسيبيا حاجة المواطن في الجهات السالف ذكرها. وتوقعت ان التعديل والوفرة فيما يتعلق بمادة الحليب المعلب ستجد طريقها في الاسواق خلال الايام القليلة القادمة فالتجارة بصدد الابلاغ بصفة دورية ودقيقة على مواطن النقص (عمادات ومعتمديات) ومركزيات الحليب والمجمع المهني للالبان واللحوم الحمراء تقوم بدورها بتغطية تلك النقائص. كما ان احد العلامات التي كان لها مشكل في مادة التعليب منذ فترة تجاوزت ذلك الاشكال وسيكون له اثر واضح على الكميات المنتجة دون شك. وتجدر الاشارة الى ان المديرة العامة للجودة والتجارة الداخلية قد اعتبرت ان ال12 يوما الاولى لشهر رمضان قد عرفت تزويدا بصفة عادية ومنتظمة فيما يتعلق بالخضر والغلال وتم ترويج المخزون التعديلي للبيض ما ساهم في تعديل أسعاره وتراجعها. كما تم تزويد الأسواق بحوالي ال200 طن من اللحوم الحمراء المبردة وهو ما جعل الأسعار تبقى هي نفسها.