يستعد الفنان سفيان سفطة للقيام بسلسلة من العروض بداية من الشهر القادم، في إطار الليالي والسهرات الرمضانية ليقدم عرضه الجديد «برزخ» لتنطلق أولى مواعيده يوم غرة جوان المقبل في إطار مهرجان المدينة بأريانة ويوم 3 منه بزغوان وبعد ذلك الموعد بيومين بالمهدية لتكون العودة إلى العاصمة يوم 8 جوان بفضاء الطاهر الحداد. وفيما يتعلق بخصوصية العرض بيّن سفيان سفطة أنه عرض راهن فيه على كسر الصورة والاعتقاد النمطيين المتمثلان في كون آلة القيتارة الكلاسيكية لا تصلح إلا للموسيقى الغربية ليطوع هذه الآلة المتوسطية في عرضه الجديدة لينفتح استعمالها على المقامات التونسية والتراث المغاربي ايضا. في جانب آخر من حديثه عن «برزخ» أوضح محدثنا أن نَفَس هذا العرض ذي منحى متوسطي موسيقيا وذلك من خلال اختياره المزج بين الآلات الموسيقية العربية والغربية بتوظيف آلات القيتارة والقانون والكمنجة والبيانو والناي وغيرها خاصة أنه اختار أيضا إظهار القرب الكبير الموجود في الموسيقى التونسية والمغربية والجزائرية مع الانفتاح على الإيقاعات الأندلسية وغيرها. وبين أن هذه «القيتارة» ستعزف في نفس العرض أغاني ومعزوفات من تلحينه كمعزوفة « مرايا» و»برزخ» و»نسمات» إضافة إلى أغاني أخرى من التراث التونسي ولفنانين قدامى على غرار أغنية «آش يقولوا أش يهم» للراحلة عليّا ومن تلحين الهادي الجويني و»يا قمرة الليل»، ليقدمها بتوزيع طريف يجمع بين الحداثة والأصالة الفنية وذلك وفقا لاختيارات جمالية في الإنتقال بين الطبقات الموسيقية التي تناغمت مع التمازج الفني التراثي التونسي والمغاربي والغربي من خلال الانفتاح على»جنوب -شمال. وأفاد سفيان سفطة أن عرضه»برزخ»مرشح للمشاركة في المهرجانات الصيفية أيضا. وعبّر عن تفاؤله بمستقبل البلاد والوضع الثقافي عامة والموسيقي بصفة خاصة رغم ما تمر به الساحة الثقافية اليوم من أزمة تحت تأثير الوضع السياسي الذي تمر به بلادنا في هذه المرحلة لأنه يعتبر هذه التحولات «صحية» للوضع والمشهد. وأضاف في سياق متصل قائلا:»من حسن حظي أن الموسيقى والفن ليس مصدر رزقي الوحيد لأني أعمل في قطاع التعليم لأن وضعية الفنان اليوم أصبحت جد صعبة لاسيما في ظل تغير مقاييس وآليات الدعم التشجيع في تونس بشكل خاص من خلال البرمجة في المهرجانات والعروض». لذلك عبّر عن رضاه عما قدمه من أعمال خلال العشر سنوات الأخيرة لكنه لم يخف التفاوت في نسق العطاء والحضور في المشهد الثقافي. واختار المراهنة على هذا العرض ليعود لساحة المهرجانات والأنشطة من الباب الكبير باعتباره أنه لم يتغيب عن النشاط خلال هذه المدة رغم كثرة إلتزاماته المهنية والعائلية. وفسر سبب تغييبه بقوله:»أعترف أني من جيل «الوسط»وهو جيل ظلمته الظروف رغم ما يتضمنه من اسماء وطاقات ومواهب مشهود بكفاءتها وتميزها على مستويين وطني وعربي». وشدد على أن هذا العرض قُدّ بمقاييس العروض العالمية المتميزة التي تسجل مشاركة ثلة من خيرة الموسيقيين والأصوات. وسيعمل على الترويج له على سياق واسع.