قفزت هذه الآونة و بشكل صاروخي أسعار بعض المواد الغذائية الاساسة - من خضر وغلال ولحوم حمراء وبيضاء واسماك - بشكل ملفت للانتباه مٌسجلة بذلك معدلات قياسية في بعض المواد بما يؤشر الى أن قفة التونسي أضحت رهينة بارونات الاحتكار التي تتمعّش من الوضع كلما عكس المشهد السياسي ضبابية او اضطرابا. ولعل السؤال الذي يطرح بالحاح اليوم : من يحمي «الزوالي» من بارونات الاحتكار التي تنخر قوته اليومي؟ من هذا المنطلق يدعو كثيرون إلى ضرورة كبح جماح هذا الارتفاع المشط لا سيما ان التونسي مقبل في القترة القادمة على ما يعرف بأشهر»الغصرات» على اعتبار أن الثلاثة اشهر القادمة تصنف كاشهر «حارقة « بالنسبة للتونسي» ترتفع فيها معدلات الاستهلاك بشكل قياسي. وبالعودة الى الارتفاع المشط الذي طال بعض المواد الاستهلاكية فقد ارتفعت بشكل ملفت للانتباه أسعار بعض اللحوم البيضاء على غرار «الاسكالوب» الذي وصل الى 14.000 د بعد أن كان السعر في حدود ال 5 د لتنضاف بذلك هذه المادة الى قائمة المواد العصية على قفة الزوالي بعد ان كانت في المتناول. كما سجّلت أسعار اللحوم الحمراء معدّلات قياسية لتبلغ في بعض المناطق 22 د أما فيما يتعلق بأسعار الخضر والغلال والأسماك «فحدث و لا حرج» . في هذا الخضم يتساءل كثيرون بالحاح: هل يصعب تحقيق هدنة على مستوى أسعار المواد الاستهلاكية لاسيما على مستوى المواد التي يستعملها التونسي بشكل يكاد يكون يوميا؟ في قراءته لهذا الارتفاع المشط في أسعار المواد الاستهلاكية أورد أكرم الباروني المستشار القانون لمنظمة الدفاع عن المستهلك في تصريح أمس ل"الصباح" أن الارتفاع المشط يطال أسعار اللحوم الحمراء والسمك . وفسّر المتحدّث أن الوضع السياسي له عميق الأثر على الوضع الاجتماعي بالنظر إلى انه كلما ساد الشعور بان الوضع السياسي متأزم كلما تفاقمت التجاوزات وشعر المضاربون بأن الأجهزة الرقابية للدولة ليست قوية بالقدر الكافي. وأضاف الباروني من جانب آخر أن اغلب المخالفات التي تم رفعها خلال العشرة أيام الأولى من شهر رمضان تتعلق أساسا بعدم الإشهار في الأسعار وعدم الاستظهار بالفواتير فضلا عن أن المواد لم تمر بالمسالك العادية المتعارف عليها على اعتبار أن البارونات لازالت تحتكر أسواق البيع والإنتاج. ومن بين المخالفات الأخرى التي ذكرها المتحدث عدم احترام هامش الربح. من جهة اخرى ذكر المستشار القانوني لمنظمة الدفاع عن المستهلك أن عددا هاما من أعوان الرقابة قد دخلوا خلال الأيام الأولى من شهر رمضان في إضراب عن العمل رافعين جملة من المطالب على غرار تامين الحماية لهم أثناء عملهم مٌوضحا ان هذه العوامل قد تكون ساهمت بشكل كبير في ارتفاع أسعار بعض المواد الاستهلاكية علما ان المتحدث قد أكد أن يومي أمس وأول أمس قد شهدا انفراجا على مستوى أزمة الأسعار . تجدر الإشارة إلى أن منظمة الدفاع عن المستهلك ستنكب خلال هذه الفترة على الاهتمام بملف حلويات العيد من خلال تفعيل حملات رقابة مشتركة بين منظمة الدفاع عن المستهلك ووزارة الصحة على مستوى الحلوايات المعروضة للبيع.