ترجح كل التصريحات الإعلامية الصادرة عن المؤتمنين على قفة المواطن من وزارة فلاحة أو تجارة أن شهر رمضان المعظم هذا العام سيمر في أحسن الظروف على مستوى تأمين حاجيات الاستهلاك من المواد الأساسية من خضر وغلال ولحوم وألبان. واتخاذ الاحتياطات اللازمة لمجابهة متطلبات الشهر الكريم والموسم الصيفي وتامين ما يكفي من المخزونات التعديلية. حاجيات يتم متابعتها بانتظام صلب اللجنة المشتركة للمنظومات الفلاحية. ولم يتردد وزير الفلاحة سمير الطيب في آخر تصريح له من ولاية مدنين تأكيد جاهزية حلقة الإنتاج لتوفير كافة الحاجيات والمواد الفلاحية خاصة أن حلول رمضان يتقاطع هذه السنة مع مواسم الإنتاج وهو ما يسمح بتزويد الأسواق بمنتجات فصلية من خضر وغلال. وفرة العرض المتوقعة يفترض ان تؤدي آليا إلى السيطرة على الأسعار وكبح انفلاتها طبقا للقاعدة التجارية المنظمة للمعاملات صلب الأسواق. غير ان التونسي تعوّد في مثل هذه المناسبات التي ترتفع فيها طفرة الاستهلاك والطلب على زيادات مشطة وغير مبررة للأسعار لعوامل ذاتية وأخرى موضوعية. وإن أصبح غلاء الأسعار معطى قارا وثابتا في أسواقنا مهما اختلفت المواسم ومهما ارتفع العرض. يرتبط العامل الموضوعي في تأجيج نار الأسعار ببارونات الاحتكار والمضاربات بالتحكم في بورصة الأسواق اما الذاتي فتغذيه لهفة المواطن واندفاعه لتلبية شهواته والتهافت على الشراء. فهل يمكن أن يختلف الوضع هذا العام عن السيناريوهات السابقة وتقترن وفرة العرض بهدوء الأسعار؟ طبقا لرسائل الطمأنة الرسمية الصادرة عن وزارتي التجارة والفلاحة ولتوقعات منظمة الدفاع عن المستهلك التي استبعد رئيسها مجابهة أي نقص في المنتجات في رمضان من خلال متابعته تقدم سير الاستعدادات إنتاجا وتخزينا ينتظر أن تسير الأمور بصفة عادية دون نقص او اضطراب في التزويد. وقد شدد سليم سعدالله على حجم الضغوطات التي تمارس على الجهات المسؤولة من أجل احكام الاستعداد لرمضان عبر انتظامية التزويد والسيطرة على الأسعار. مبديا ارتياحا للاستعدادات الجراية ما يدفع حسب قوله إلى «وضعية عادية خلال رمضان بتوفير كل المواد المنتجة محليا وفي حال تسجيل أي نقص يقع اللجوء إلى التوريد وهو الشأن بالنسبة للحوم الحمراء التي ينتظر ان يقع تعديل كميات عرضها باستيراد كميات منها للضغط على أسعارها. ولا يرى المتحدث مبررا لغلاء الأسعار مادام العرض متوفرا والتزويد منتظما لكنه نبه إلى ضرورة تعزيز المراقبة وحملات مكافحة الاحتكار والتصدي للمضاربين. معربا عن أمله في أن يضطلع المواطن بدوره الرقابي والتحلي بقدر كاف من الوعي وترشيد سلوكه الاستهلاكي. مثمنا الثقافة الجديدة التي بدأت تترسخ لدى المواطن عبر المقاطعة الذاتية للمنتجات التي تشهد ارتفاعا فاحشا في أسعارها وإطلاق البعض على صفحات «الفايس بوك» حملات عفوية لكنها تنم عن وعي كبير حسب تعبيره ليلعب المستهلك دوره بكل مسؤولية، ورفضه السقوط في فخ المضاربين والمحتكرين. في هذا الصدد استشهد سعد الله بالحملة الأخيرة التي أطلقت على صفحات التواصل الاجتماعي لمقاطعة السمك بعد الارتفاع الجنوني لأسعار عديد الأصناف تحت شعار «خليه عندهم ينتن» يقول سعدالله ان المنظمة وإن لم تبادر بإطلاقها فإنها تساندها وتباركها إيمانا منها بأن ثقافة ترشيد الاستهلاك وضبط النفس هي السبيل الأنجع لمكافحة غلاء الأسعار. داعيا إلى مزيد دعم هذا السلوك وحث المواطن على لعب دوره على اكمل وجه.