امام جمهور نوعي عج به مسرح الجهات بمدينة الثقافة بالعاصمة افتتحت الرشيدية يوم الثلاثاء 05 جوان سهرات تظاهرة «مجالس المالوف» التي ينظمها قطب الموسيقى والأوبرا وذلك بحضور وزير الشؤون الثقافية الدكتور محمد زين العابدين وعدد كبير من المولعين بالتراث الموسيقي التونسي وبمسيرة «الرشيدية» ومن الراغبين في التعرف على آخر انجازاتها في مجال تنمية التراث الموسيقي والمحافظة على نوبات المالوف وتأليف الجديد منها. و«مجالس المالوف» هي موعد تحرص على تنظيمه «بيت المالوف» وهي احدى المؤسسات المرجعية بمدينة الثقافة المعنية بهذا الفن الاصيل والمحافظة عليه من خلال استضافة مشائخ المالوف في المغرب العربي وتقديم انتاجاتها الجديدة. علما بان هذه المواعيد مع المالوف التونسي لن تقتصر على شهر رمضان وانما ستتواصل لترسيخ تقليد العرض المنتظم للمالوف في مدينة الثقافة مرة كل شهر وجعله من اهم المحطات المغاربية. كما ان «بيت المالوف التونسي» سينظم لقاء ثلاثيا مرة كل ثلاثة اشهر حول المالوف واهم طرقه وتاريخه الى جانب تقديم انتاجات البيت. محافظة على العهد وعلى تراث تونس مازالت الرشيدية حسب ما تبين من حفلها تحافظ على العهد وتعمل جاهدة تحت ادارة الاستاذ الهادي الموحلي على التعريف بالتراث الموسيقي التونسي في الداخل وفي الخارج، ومازالت تعمل على انجاز الاعمال الموسيقية وعلى التعريف بها والترويج لها وعلى نشر مختارات منها في أشرطة سمعية بهدف نشر مشروعها وتوثيقه. والظروف الصعبة وقلة الامكانيات لم تمنع كورالها نساء ورجالا ولا موسيقييها بقيادة الاستاذ نبيل زميط من المواظبة والعمل على الحضور المتميز والأنيق ومن تقديم المالوف التونسي بكل ما يستحقه من محبة وإجلال وتقدير ولو اننا كنا نتمنى لو انها تمكنت من هبات ومساعدات لتقدم عروضها الجديدة بأزياء تقليدية تونسية تميزها عن غيرها من الفرق الموسيقية العادية او عن الاركستر السيمفوني التونسي. وهو ما يجعلنا نوجه دعوة الى المولعين بالمالوف من رجال الاعمال والمستثمرين ليتعهدوا الرشيدية كما جرت العادة من قبل وان يضعوها في اعتبارهم وان يمولوا لها ازياءها وهو اقل ما يمكن ان نقدمه الى هذه المؤسسة العريقة التي تحمي تراث تونس من الموسيقى والغناء وتجعل التونسيين يطمئنون على ثروتهم. سارة النويوي تواصل الابداع والتالق انطلق الحفل وسط ترحاب جماهيري كبير تبلور في التصفيق الحار والإنصات الجيد للاستفتاح وللوصلة الموسيقية ولذاك التقسيم على الكمنجة الذي سبق نوبات وأزجال ووصلات المالوف التونسي مثل «قد بشرت بقدومكم ريح الصباح» وأيها الساقي «وزارني محبوب قلبي في المنام» و«يا ناس جرت لي غرايب» و«الهوى اضنى فؤادي» و«ظبي من العرب» تغنت بها المجموعة الصوتية (رجالا ونساء) وأبدعت في ايصال جميل المشاعر والأحاسيس وقد ظهر عليها التناسق والتناغم وحسن الاستعداد لتقديم حفل يبقى في الذاكرة خاصة وان كل اعضاء الرشيدية من ادارة ومعهد وتلاميذ ومنشدين وموسيقيين يعرفون ان جمهور الرشيدية من اصعب الجماهير وأكثرهم تطلبا ورغبة في التسلطن والاستماع الى الجيّد والمصقول من الاصوات والمعتق من الالحان. مفاجأة السهرة كان نذير بواب ذاك الصوت الجميل الذي تغنى برائعة «مشموم الفل» للراحل يوسف التميمي وبأغنية «حبك في كنيني شعل نار» وبعده وكعادتها ابدعت سارة النويوي في اداء اغاني «اه يا عاشقي وصاحب العيون الحوارى واليف يا سلطاني» واش يفيد الملام في قلب المضام «ومع العزابة»و»يا نهار البارح يا نهار اليوم» و»الكون الى جمالكم مشتاقون» و»يا للا برا برا صغير اش نعملا» وقد تخلل هذه الاغاني عزف على الناي. والحقيقة اننا اكتشفنا ليلتها ان سارة التي كانت تكتفي بتقديم «الطقاطق» المعروفة والخفيفة اصبحت تؤدي اصعب الالحان والأغاني التي تحتاج الى طاقة وقدرات صوتية كبيرة وتنجح في حث الجمهور على التفاعل معها والابتهاج بحسن ادائها ونجاحها في خلق الاجواء المريحة التي يبحث عنها الجمهور. سفيان الزايدي «ولد الطرقي» و«بنيت جاري حمودة» بكثير من الحب كان من بين اهم نجوم سهرة الرشيدية في «مجالس المالوف» عازف العود سفيان الزايدي ابن العزوزية الذي تبنته الرشيدية وأصبح احد اهم نجومها المسكونين بهاجس المحافظة على التراث التونسي والاشتغال على الموسيقى التونسية للارتقاء بها واعادة القها ونشرها في الساحة الغنائية العربية والعالمية خاصة بعد ان بينت له التجارب التي خاضها خارج ارض الوطن والحفلات التي قدمها او شارك في احيائها ان الموسيقى التونسية تلاقي الاقبال الجيد الذي يشجع على تقديمها ضمن مشاريع قابلة للترويج والتصدير. وقد سبق وصلته تقسيم على الكمنجة ورافقها تصفيق حار واستقبال جيد لأغنيته الجديدة «بنيت جاري حمودة» التي كتب كلماتها ولحنها له الفنان محمد الجبالي ولاغاني «بعدك يا البية زاد على حالي» و«انا الطرقي ولد الطرقية» و«من جار عليّ قتلني». تكريم مهم للفنانة عائشة يدفعها الى الغناء مرور سفيان الزايدي اقنع الجمهور وترك الاثر الطيب والتعطش الى المزيد ولكن هذا العطش روته الفنانة عائشة التي خال الكل انها لم تعد قادرة على الغناء وعلى الاقناع ولكنها اثبتت العكس وبينت للجمهور الذي وقف لها اكبارا وإجلالا واعترافا بجميلها على الاغنية التونسية وصفق لها طويلا وأحب صوتها الجميل وموهبتها الربانية الفذة والتي صقلتها على مر العقود انها مازالت قادرة على اسعاده وعلى الغناء له. حضور الفنانة الكبيرة عائشة كان في اطار التكريم وقد كان من الذكاء ادراج هذه الفقرة ضمن برنامج السهرة ومن أفضل من الرشيدية لتكريم عائشة وهي ابنتها وتربت بين احضانها مثلما صرح الاستاذ الهادي الموحلي. عائشة ورغم التقدم في السن ابت إلا ان ترد على تكريم وزير الشؤون الثقافية الدكتور محمد زين العابدين وعلى التصفيق الحار الذي رافق صعودها على الركح بأغنية من اجمل اغانيها وأصعبها وهي «ربي عطاني كل شيء بكمالو» وختمت الحفل بأغنية «انزاد النبي وفرحنا بيه» وقد ابهرت الجمهور بحضورها وقدرتها على خلق جو من الفرح والسعادة في مسرح الجهات بمدينة الثقافة. عروض «مجالس المالوف» التي ينظمها قطب الموسيقى والأوبرا ضمن برمجته الرمضانية تواصلت امس الأربعاء 06 جوان بعرض «مالوفجية تستور» او الاشتغال على مالوف تستور بنكهتها الأندلسية. اما اليوم فسيكون اللقاء مع «الولاّدة للمالوف والأغنية التونسية» بقيادة مراد التونسي وستعرض مالوف مدينة سليمان.