لم يكن احد يتصور ان تقدم اية هيئة مديرة على فسخ عقود اربعة لاعبين بارزين دفعة واحدة قبل انطلاق الموسم وهي على عتبة مواعيد وطنية وإقليمية وقارية هامة.. وطبعا تقبل الأحباء القرار بارتياح للكثيرين وباحتراز للبعض لان الجمعية التي مرت بمرحلة حساسة تتطلب الاحتفاظ بلاعب او اكثر من اصحاب الخبرة في كل خط لتاطير الشبان والجدد غير أن الأزمة المالية التي عانت وتعاني منها الجمعية وما تولد عنها من تأخيرات في صرف مستحقات اللاعبين ادى بالبعض الى الشروع في اتصالات مباشرة او غير مباشرة مع وكلاء الأعمال ومع جمعيات أخرى في محاولة للالتحاق بأحد الاندية البارزة بدون علم الهيئة والحال ان الأغلبية مرتبطة بعقد مع الفريق حتى جوان 2019 هذا الى جانب تقاعس وحتى تخاذل البعض في لقاءات اخر الموسم الشيء الذي استحال معه الحصول على البطولة أو المرتبة الثانية بل حرمه من حصيلة أفضل. مفاوضات عسيرة وولادة قيصرية وبما ان لاعبي النادي الصفاقسي محظوظين بالقياس الى نظرائهم في جميعات اخرى فأنهم يتمتعون بجرايات ومستحقات مرتفعة تصل الى نصف مليار سنويا واكثر احيانا كما هو الشأن بالنسبة لواليو ندوي ورامي الجريدي ولكن افضت في النهاية الى فسخ العقود بعد التخلي عن جانب من مستحقاتهم اذ تخلى رامي الجريدي عن 410 الاف دينار قبل الالتحاق بالترجي وكريم العواضي عن 130 الف دينار قبل حط الرحال بالنجم ايضا ووسيم كمون عن 60 الف دينار وبحوزته العديد من العروض من اندية النخبة كالملعب التونسي والنادي البنزرتي ومستقبل قابس وفريق سعودي ووجدي السعيداني دون ان يتخلى عن مبلغ ولو بسيط لان مستحقاته لا تضاهي اللاعبين الذين ذكرناهم. تكاليف خيالية ونبقى مع سوء التصرف المالي ان صح التعبير للهيئات المالية المتعاقبة على إدارة الجمعية والمتمثل في الارتفاع المشط جدا للجرايات والمنح لنشير الى ان واليو ندوي مثلا يبلغ ثمن مشاركته في المباراة الواحدة 38 الف دينار ورامي الجريدي 27700 دينار وكريم العواضي 13700 دينار والحناشي 19300 دينار وعلاء المرزوقي 11 الف دينار وحمزة المثلوثي 17 الف دينار وياسين مرياح 16 الف دينار وقد استوجبت هذه الأسعار الخيالية توفير 250 الف دينار كل شهر لجراية واحدة لكل لاعب. سوكاري بالفتح السعودي لم يكن المهاجم السنغالي واليو ندوي في الموعد عند استئناف التحضيرات في مطلع الاسبوع لأنه فضل تمديد اجازته بمسقط رأسه في انتظار نتائج العرض الواصل إليه من الخليج ومن النادي الإفريقي في حين ان سوكاري شارك مع زملائه بشكل منتظم بعد مطالبته بجراية خيالية تصل الى 66 الف دينار شهريا !! و هو بصدد دراسة عرض ايطالي وآخر من الفتح السعودي بمبلغ قدره 600 الف دولار اي حوالي مليار و560 الف دينار مع امكانية انضمام ياسين مرياح الى نادي ليل الفرنسي وعلمنا ان ندوي يرفض فسخ عقده الا متى تسلم كامل المبالغ التي ينص عليها الى غاية جوان 2019 وقد لوح باللجوء الى الفيفا للحصول عليها. ◗ الحبيب الصادق عبيد هل يخفف «ندوي» من معاناة النادي الصفاقسي؟ للأسف الشديد تقف وزارة الإشراف ومن ورائها الحكومة موقف المتفرج عن الأموال الطائلة التي تتكبدها خزينة الدولة بالعملة الصعبة من اجل جلب لاعبين أجانب وأشباه اللاعبين الذين لا يقدمون الإضافة ليعودوا الى ديارهم ويلجؤون إلى المحكمة الرياضة الدولية بالفيفا ويغنموا أموالا خيالية دون أن يشارك البعض منهم في ربع مباراة رسمية على غرار الكامروني نبوسي الذي شارك في دقائق معدودة امام النجم وحكمت له الفيفا بحوالي 900 الف دينار !!ولو اردنا ان نستعرض الأسماء لطالت القائمة ونكتفي بكنغسلاي سوكاري النيجيري الذي له مزاج صعب يؤثر على مردوده وبالتالي على مردود زملائه باعتباره عنصرا فاعلا في التشكيلة متى لم تمكنه الهيئة من مستحقاته في الابان وفعلا لم يبد استعداد كاملا لمواصلة المشوار لحد نهاية عقده 2019 بل انه اشترط الحصول على مستحقاته كاملة والمتمثلة في مائة ألف أورو كمنحة إنتاج و150 ألف أورو قابلة للتخفيض حسب عدد المقابلات الرسمية التي شارك فيها فضلا عن 100 ألف أورو بقية المستحقات المتخلدة بذمة الهيئة من الجرايات والتي طالب الترفيع فيها الى 60 الف دينار شهريا اذا واصل تقمص الزي لموسم آخر ولو انه يفضل الاحتراف بأوروبا او على الأقل بالخليج سيما وقد وصلت إليه أخبار مفادها ان الهيئة تلقت عرضا جديا من نادي الفتح السعودي بمبلغ قدره 600 الف دولار اي حوالي 1560 الف دينار فضلا عن عرض اخر من نادي انطاكيا التركي بنفس المبلغ تقريبا وعلى أية حال فان الهيئة لا تمانع في تسريحه رغم الحاح كرول على الاحتفاظ به وكل شيء جائز. ندوي يلوح باللجوء إلى الفيفا اما المهاجم السنغالي محمد واليو ندوي الذي نعتبره مهاجما ممتازا لأنه يملك مؤهلات فنية وبدنية عريضة ويتميز بروحه الانتصارية وبإعطاء كل ما عنده بعيدا عن المساومة والحسابات الضيقة لكن الحظ لم يكن إلى جانبه والى جانب النادي الصفاقسي والدليل ان فريقه السابق مولودية بجاية الجزائري الذي عاد إلى النخبة عبر عن رغبته في استعادته لأنه كان فاعلا جدا في خطه الأمامي وفي صورة حصول اتفاق معه فانه سيعفى النادي من مبالغ مرتفعة جدا على أساس وانه يكلف خزينة النادي 650 الف دينار سنويا منها 300 الف دينار منحة إنتاج وبالتالي يسحب نية الالتجاء الى الفيفا للحصول على كامل مستحقاته علما وانه الوحيد من الأجانب الذي لم يستأنف نشاطه مع زملائه وان الهيئة مصرة على فسخ عقده بأية طريقة لأنها تريد الحاق الايفواري اكا سارج بقائمة اللاعبين الأجانب في النادي.