افتتحت الدورة الجديدة لمهرجان السينما العربية مساء الخميس في العاصمة الفرنسية باريس بعرض فيلم "كفر ناحوم" للمخرجة اللبنانية نادين لبكي، الذي ظفر بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان كان السينمائي في دورته الأخيرة. وتدور أحداث الفيلم في إحدى المناطق التابعة للعالم العربي التي تعاني من أزمات سياسية واجتماعية طاحنة، حول طفل يعيش في قرية فقيرة، ويقرر التمرد على نمط الحياة الذي يخضع له. ويشرف معهد العالم العربي بباريس على تنظيم المهرجان الذي يستمر حتى السابع من جويلية وقد سبق لمعهد العالم العربي أن نظم مهرجان السينما العربية بفرنسا في 1992 و2006، ثم توقفت التظاهرة لما لا يقل عن 12 سنة قبل أن تسجل عودتها هذه الأيام على أمل أن تساعد على جذب الأنظار إلى السينما العربية في الخارج. وتدير المهرجان رئيسة الأنشطة السينمائية في معهد العالم ليان شواف التي أكدت أن الدورة الجديدة هي "امتداد للنشاط السينمائي بمعهد العالم العربي"، الذي توقف قبل 12 عاما. وتابعت "خلال هذه السنوات تغيرت السينما العربية كثيرا"مع تغير حال العالم العربي. عرض ثمانين فيلما روائيا ووثائقيا ويحاول القيمون على المهرجان "تغطية كل العالم العربي" من خلال اختيار أفضل ما أنتج، بحسب ليان شواف، وسيتم عرض حوالي ثمانين فيلما روائيا ووثائقيا وقصيرا من معظم البلدان العربية. وقد صرح رئيس معهد العالم العربي جاك لانغ "لوكالات الأنباء العالمية قائلا:إنها دورة جديدة واعدة تزخر بالمواهب الشابة". وقد تم اختيار الممثلة والمخرجة الفلسطينية هيام عباس كرئيسة شرف لهذه الدورة التي شكلت لها لجنتا تحكيم، واحدة للأفلام الروائية برئاسة المخرج المغربي فوزي بن سعيدي، وأخرى للفيلم الوثائقي ويرأسها الناقد الفرنسي سيرج ليبيرون. وقد علقت هيام يونس على التعيين بقولها "يشرفني العودة إلى هذا المهرجان(..) لرفع صوت مختلف في فرنسا بدل صوت التطرف الذي يعلو على كافة الأصوات". والحضور النسوي في هذا المهرجان لافت، فإلى جانب فيلم الافتتاح لنادين لبكي وفيلم للمغربية مريم بن مبارك يشارك خارج المسابقة (صوفيا)، تشارك في المسابقة الرسمية كل من المخرجة التونسية سارة عبيدي بفيلم "بنزين"، والسورية غايا جيجي والجزائرية ياسمين شويخ، وكلتاهما بفيلم أول، ومن المغرب، تشارك خولة السباب بفيلمها "أبيض معتم" . وبلغ عدد الأفلام المشاركة في هذه المسابقة 12 فيلما وهي تمثل إلى جانب تونس كل من فلسطين، العراق، سوريا، المغرب، الجزائر، الإمارات، لبنان، ومصر. وبالنسبة لمسابقة الأفلام الوثائقية فيشارك فيها 13 فيلما تسلط الضوء على قضايا مطروحة في المجتمعات العربية وأبرزها البطالة والفقر والنزاعات. وإلى جانب المسابقات، يحيي مهرجان السينما العربية ذكرى اثنين من المخرجين العرب، هما اللبناني جان شمعون، والجزائري محمود زموري. كما يتضمن لقاءين حول ورشات الكتابة في أوروبا والعالم العربي وحول صناعة السينما الفلسطينية. وتنتظم بالمناسبة ورشة لكتابة سيناريو فيلم قصير وسيتم منح جائزة لأفضل سيناريو في الختام وفق لجنة التنظيم.