مازال حضور السينما العربية محتشما في مهرجان كان السينمائي، وتتحمل المخرجة نادين لبكي مسؤولية تمثيل هذه السينما والدفاع عن حظوظها هذا العام من خلال مشاركتها في قسم "نظرة خاصة" بفيلمها "الآن إلى أين؟"... فيما لا يعرف حتى الآن مصير "مملكة النمل" للمخرج شوقي الماجري الذي مازال في قائمة الانتظار بعد أن أتاحت له إدارة المهرجان فرصة استكماله في ثلاثة أسابيع أخرى، سيتم بعدها قبول الفيلم في أحد الأقسام أو رفضه، ويأتي ذلك عقب تعبير القائمين على مهرجان كان السينمائي عن رغبتهم في الاحتفاء بالسينما التونسية هذا العام تقديرا لثورة الأحرار... كل هذه التفاصيل وغيرها كشفت عنها الندوة الصحفية التي انتظمت أول أمس بباريس تم فيها الإعلان عن الأفلام الطويلة التي تم اختيارها للمشاركة في أقسام المسابقة وخارجها، فيما سيتم الإعلان عن قائمة الأفلام القصيرة يوم الاثنين 18 أفريل... والتفاصيل في الورقة التالية: احتفالية خاصة بتونس خلال الندوة الصحفية التي انتظمت أول أمس في باريس قال المندوب العام لمهرجان كان السينمائي "تييري فريمو" إنهم يعدون لاحتفالية خاصة بتونس، ورفض الكشف عن تفاصيل هذه الاحتفالية وما إذا كانت تتجاوز التخفيضات التي أعلنت عن معاليم كراء الجناح التونسي في القرية الدولية إلى إمكانية مشاركة فيلم "مملكة النمل" للمخرج "شوقي الماجري" في أحد الأقسام، وأشار إلى أن الدورة الرابعة والستون ستحتفي أيضا بمصر تقديرا لثورة 25 جانفي، واليابان تعاطفا مع الأزمة الطبيعية التي تعرضت إليها مؤخرا... وتتنافس على السعفة الذهبية في الدورة 64 لمهرجان كان السينمائي تسعة عشر فيلما تحمل توقيع كبار المخرجين السينمائيين في العالم يتقدمهم الإسباني "بيدرو ألمودوفار" الذي يشارك بفيلم "أعيش في جسدي" والإيطالي "ناني موريتي" بفيلم "لنا بابا" والدنماركي "لارس فون ترير" بفيلم "حزن" والأميركي "تيرينس ماليك" بفيلم "شجرة الحياة" والأخوان الفرنسيان "جون بيير" و"لوك داردين" بفيلم "الصبي ودراجته"... و ستكون هذه الدورة لأهم مهرجان سينمائي في العالم مليئة بالمفاجآت من بينها الفيلم الذي ينتظره الفرنسيون ويحمل عنوان "الغزو" للمخرج الفرنسي "أكزافية ديو رينجر"، والفيلم يسرد قصة صعود الرئيس "نيكولا ساركوزي" للسلطة كرئيس للجمهورية الفرنسية ومعركته الانتخابية انطلاقا من سنة 2002 وفوزه في 2007، ويحتوي على وثائق وتفاصيل مهمة شارك في صياغتها التاريخية ضمن السيناريو والحوار المؤرخ الفرنسي المعروف "باتريك روتمان". هذا وقد اطلع المنظمون على 1715 فيلما عرض عليهم أي أكثر بقليل من العام الماضي (1665 فيلما)، وضمن هذا العدد الكبير جدا من الأفلام المترشحة لا يوجد فيلم تونسي واحد... وشدد المندوب العام للمهرجان "تييري فريمو" لدى عرض الأفلام المختارة "على التنوع الكبير على الصعيد الجغرافي والأجيال والأنماط وكذلك الإنتاج" مع تمثيل كل القارات باستثناء منطقة أمريكا الجنوبية، وبين هذه الأفلام المنتقاة، فيلمان بتقنية الأبعاد الثلاثة... نادين لبكي تمثل السينما العربية تمثل المخرجة اللبنانية "نادين لبكي" السينما العربية بمشاركتها في قسم "نظرة خاصة" عن فيلمها "الآن، إلى أين؟"... وقد حققت هذه المخرجة الكثير من الشعبية بعد إخراجها لعدد من الكليبات لنانسي عجرم، وتميزت كممثلة في عدد من الأفلام اللبنانية الناجحة، وحقق فيلمها الأول "سكر بنات" وهو من إخراجها الكثير من النجاح، والتتويج في عدد من المهرجانات... واللبنانية نادين لبكي دخلت المنافسة في مسابقة "نظرة خاصة" أو "نظرة ما" بفيلمها الروائي " الآن الى أين؟" وهو الفيلم العربي الوحيد المشارك في المهرجان هذه السنة، ويتناول قصة مجموعة من النساء في قرية من قرى لبنان مدة الفيلم ساعة وخمسون دقيقة وهو من بطولة عادل كرم وانجو ريحان وعدد آخر من الممثلين اللبنانيين، وبلغت كلفة إنتاجه أربعة ملايين أورو وهو بذلك أضخم إنتاج في تاريخ السينما اللبنانية، وهو من إنتاج الفرنسية "آن دومينيك توسان" وقد تم إنجازه في فترة قياسية للتمكن من المشاركة في مهرجان "كان" لهذا العام . وتتنافس ممثلة السينما العربية في الدورة 64 لمهرجان "كان" مع 18 مخرج آخر من أنحاء مختلفة من العالم، وجميعهم من أهم صناع السينما كما شدد القائمون على المهرجان في ندوتهم الصحفية.. محمد الدراجي مرة أخرى تحيط بالمخرج العراقي "محمد الدراجي" الكثير من الأسئلة المحيرة، فقد نال العام الماضي جائزة أفضل مخرج في الشرق الأوسط التي تمنحها مجلة "فرايتي" ضمن مهرجان أبو ظبي السينمائي دون أن يثبت أي تميز عدى حرصه على إدانة نظام "صدام حسين" وتحصل فيلمه "ابن بابل" على الكثير من التتويجات على الرغم من تواضع صنعته وما تضمنه من إخطاء بيدائية (في الراكور)، وقد نال عن هذا الفيلم دعما ماديا من كل العالم، وبدت قائمة الشركات والأطراف المشاركة في إنجاز هذا الفيلم أكبر من "كاست" الممثلين والتقنيين معا، ومن جديد نجد اسم هذا المخرج العراقي ضمن القائمة التي ستتنافس للفوز بدعم مالي في ورشة المشاريع التي تتيح للسينمائيين فرصة العثور على منتجين لأفلامهم من كبار المهنيين في العالم، ومن جديد نتسائل عن سر كل هذا الاهتمام والحفاوة بمخرج أثبتت تجاربة تواضع إمكانياته؟؟ مع الإشارة إلى أن القائمة تضم اسمين من إسرائيل، وتغيب بقية الدول العربية من بينها تونس، ولا نعرف ما إذا كانت مشاريعنا رفضت في الاختيار الأول، أم أن سقف طموحات مخرجينا صار منخفضا جدا جدا وأقل بكثير من "كان"... لجان التحكيم حتى يتم الإعلان عن أعضاء لجان التحكيم، نذكر بأن الممثل العبقري والمخرج الأمريكي "روبير دي نيرو" يترأس لجنة تحكيم الأفلام الطويلة، ويقود لجنة تحكيم الأفلام القصيرة ومؤسسة CINEFONDATION المخرج الفرنسي ميشيل غوندري، ويرأس المخرج الصربي "أمير كوستاريكا" لجنة تحكيم "نظرة خاصة"، ومن كوريا يترأس المخرج بونغ جون هو لجنة تحكيم الكاميرا الذهبية... وتغيب القارة السمراء عن رئاسة لجان التحكيم في انتظار الكشف عن قائمة الأعضاء