ارتفعت وتيرة هجرة اللاعبين التونسيين إلى دوري جميل السعودي هذا الموسم بشكل لافت للانتباه.. ومن المضحكات المبكيات أن يصبح الدوري السعودي قبلة للاعبين التونسيين بعد أن كانت طموحاتهم وأحلامهم الاحتراف في أبرز البطولات الأوروبية.. هذا طبعا لا يقلّل من شأن الدوري السعودي ويعتبر من أفضل الدوريات العربية ويتفوق على مستوى البنية التحتية والإمكانيات المادية مقارنة ببطولتنا.. لكنه لا يضيف الكثير للاعب على مستوى تطوير الإمكانيات الفنية وبلوغ مستوى عال يضاهي مستوى البطولات الأوروبية.. وتوجه اللاعب التونسي للبطولة الخليجية لم يقتصر طبعا على الدوري السعودي.. فهناك من خيّر الدوريات القطرية أو الكويتية وبدرجة أقل العمانية. اختيار اللاعب التونسي التوجه للدوري السعودي على وجه الخصوص سببه واضح ولا يختلف فيه اثنين وهو مادّي بالأساس فالإغراءات المادية تجعل اللاعب يبحث عن مزيد تحسين وضعيته الاجتماعية ولن يكون اللاعب المستفيد الوحيد بل أن فريقه أيضا من خلال نيل قسط من صفقة الانتقال. زحف في الميركاتو الشتوي للدوليين انتقال اللاعب التونسي للبطولة السعودية ليس حديث العهد.. فقد سبقهم في ذلك نجوم 78 الذين تهاطلت عليهم العروض بعد تألقهم في مونديال الأرجنتين 78 وشهدت آنذاك انتقال عدة لاعبين دوليين وحتى الذين لم يشاركوا في المونديال وقد كانت الأسباب تقريبا نفسها وهي تحسين الوضعية الاجتماعية.. في المقابل فان الأندية السعودية استفادت من خبرة لاعبينا وخاصة الفنيين والكفاءات في التدريب والإعداد البدني والإطارات الطبية الذين غزوا كل البطولات الخليجية.. ولكن الملفت للانتباه غزو اللاعبين الدوليين التونسيين خلال المركاتو الشتوي المنقضي للدوري السعودي وهو ما طرح نقاط استفهام كبرى خصوصا أن أغلب هذه الأسماء كانت مرشحة للاحتراف في أوروبا على غرار أمين بن عمر والفرجاني ساسي وفخر الدين بن يوسف بالإضافة طبعا إلى وأيمن البلبولي وكان قد سبقهم عبد القادر الوسلاتي وفاروق بن مصطفى وأحمد العكايشي وهشام السيفي. ..وغزو لدوري جميل في الميركاتو الصيفي ولئن كانت أغلب العناصر التي اختارت دوري جميل للمحترفين خلال الميركاتو الشتوي دولية فان العناصر التي تحولت هذه الصائفة لا تنتمي للمنتخب الوطني وهي عناصر من مختلف الأندية تبحث عن تحسين وضعها المادي بالأساس في ظل الأزمة المالية الحادة التي تعيشها أنديتنا دون استثناء ومن الأسماء نذكر أحمد حسني (نادي الهجر السعودي) –الحارس بلال السويسي (العدالة السعودي)-وسيم نوارة (نجران السعودي) –يوسف الفوزاعي (العدالة السعودي)- ياسين بوفالغة (العدالة السعودي) -علي العياري (الكوكب السعودي) –شاكر الرقيعي (الكوكب السعودي) والجدير بالذكر أن هذا الفريق يدربه التونسي محمد الكوكي.. كما أن المدرب عبد الرزاق الشابي بدوره تعاقد مع فريق أبها السعودي. هؤلاء اختاروا وجهات أخرى لئن اختار أغلب اللاعبين الانتقال إلى دوري جميل فان بعض الأسماء الاخرى اختارت الاحتراف في مصر على غرار الأسعد الجزيري وحمزة لحمر الذي تعاقد مع الكويت الكويتي وحمزة الجلاصي في نادي طنجة المغربي.. فيما اختار مدافع الترجي منتصر الطالبي التعاقد مع نادي ريزا سبور التركي. غياب تام عن البطولات الأوروبية والملاحظ من خلال الصفقات التي تمت الى حد كتابة هذه الأسطر فاننا لم نسجل احتراف أي لاعب من البطولة المحلية في الدوريات الأوروبية البارزة وهو ما يؤكد نزول أسهم لاعبينا حتى قي البطولات الأوروبية المتوسطة وهو دليل على أن مستوى لاعبينا وكذلك بطولتنا عرف تراجعا كبيرا.. كما أن نتائج منتخبنا في المونديال لم تساعد على التسويق كما يجب للاعبينا ولم ترتفع أسهمهم مثلما كان متوقعا والدليل أن مختلف العروض التي تحدثت عنها مختلف وسائل الإعلام قبل المونديال وإلى حد الآن كانت مجرد أوهام ولا علاقة لها بالواقع.