تتربع المنطقة السياحية طبرقةعين دراهم بين الجبل والغابة من جهة والساحل الشمالي من جهة اخرى وعرفت الجهة منذ القديم بثرواتها البحرية الهائلة خاصة المرجان والعيون العذبة والغابات المتنوعة، هي منطقة ترتفع في سمائها الأسقف القرميدية وأبوابها ونوافذها الزرقاء وجدرانها البيضاء طبيعة معطاء ومناظر مذهلة للوحات من الجبال الخضراء المدهشة هذه المحطة السياحية هي موعد عشاق الغوص والرياضة البحرية والعروض الفنية الكبرى،تقدر طاقة استيعابها ب1000سرير او بها مطار دولي وملاعب للصولجان وأخرى لإجراء تربصات الفرق الرياضية الوطنية والعربية.. يتنوع فيها المنتوج السياحي بشكل كبير على مدار السنة فهي قبلة عشاق الثلج شتاء والطقس الدافئ ربيعا ونسائمها العذبة صيفا حيث تعدد المحطات الاستشفائية والشواطئ الذهبية.. إلا أن هذا الجمال عادة ما يخفي وراءه بعض الاشكاليات. بدأ القطاع السياحي بولاية جندوبة يلملم جراحه بعد انتكاسة كادت تعصف به بعد الثورة ما أدى الى غلق المطار الدولي طبرقةعين دراهم والكثير من الوحدات الفندقية وإلغاء مهرجان الجاز الدولي وتعطل الأنشطة الرياضية بالفضاءات المخصصة للتربصات حتى أن هذا الوضع الكارثي جسمه قطيع من المواشي يتجول بالميناء الترفيهي بطبرقة بعد غياب تام للسياح فما حال الوضع اليوم؟... بدأت الحركة السياحية بمدينة طبرقة تدب شيئا فشيئا إذ استأنف مطار طبرقةعين دراهم الدولي نشاطه يوم 20جوان الفارط اين سجل قدوم أولى الرحلات من عاصمة الأنوار باريس إلى جانب ما تشهده السياحة الداخلية من إقبال هام على الوحدات الفندقية والشروع في عمليات الحجز لقضاء العطلة الصيفية بالجهة. من جهة أخرى انطلقت الاستعدادات مبكرا من خلال القيام بحملات نظافة شملت وسط المدينة وأحوازها حفاظا على الجانب الجمالي والبيئي وفق ما أكده كاتب عام بلدية طبرقة مضيفا أنه تم إزالة الأكشاك المنتصبة بالأرصفة وكل مظاهر الانتصاب الفوضوي، كما شهدت الشواطئ غربلة الرمال ورفع الأوساخ العالقة وتم الإعلان مؤخرا عن انتداب سباحين منقذين بهدف مراقبة الحفاظ على سلامة المصطافين إلى جانب ذلك فانه تم ايلاء الحدائق العمومية العناية اللازمة من خلال إزالة الأعشاب الطفيلية وغراسة أشجار الزينة ومقاومة الحشرات والناموس بالمياه الراكدة وتفقد الفوانيس وإصلاحها بالأنهج والشوارع والمنطقة السياحية. هشام محواشي المندوب الجهوي للسياحة طبرقةعين دراهم أكد أن الاستعدادات كانت جيدة لاستقبال الموسم السياحي بولاية جندوبة (طبرقة ،عين دراهم حمام بورقيبة، بني مطير وعين سلطان) حيث تم مراقبة الوحدات الفندقية بالتعاون مع الادارة الجهوية للتجارة والصحة وشملت الأكلة ودورات المياه والغرف وغيرها من المرافق الأخرى بهدف تأمين راحة الزبائن والحفاظ عليهم من خلال مسح شامل للمنشآت السياحية والأثرية مشيرا الى سعي لجان مشتركة لانجاح الموسم السياحي وتحسيس القائمين على هذه المنشآت بتوفير جميع الشروط المطلوبة والسلامة الى جانب اعطاء الجانب البيئي العناية اللازمة والقيام بزيارت تفقد لجميع المؤسسات ىالسياحية أملا في الارتقاء بجودة الخدمات. وبسؤالنا عن اشكاليات القطاع السياحي بالجهة قال هشام محواشي بأنها متشعبة خاصة فيما يتعلق بالنزل المغلقة مشيرا الى أن المساعي مبذولة مع جل الأطراف لحلها في القريب العاجل، كما تحدث أيضا على ضرورة تغيير النظرة التقليدية للقطاع السياحي اذ لم يعد البحر والنزل من أهم العوامل التي تجلب السائح وطبرقةعين دراهم تتميز بغاباتها وبسياحتها الاستشفائية والرياضية لكن ينقصها التنشيط في مفهومه الشامل لذلك لابد من العمل على هذا الجانب على مدار السنة فالحفلات الفنية أو التظاهرت المسرحية والسنيمائية أصبح الاقبال عليها ملفت للانتباه وهذا ما ستشتغل عليه المندوبية الجهوية للسياحة الى جانب الحملات الترويجية بالخارج(ما ينقصة جهة طبرقةعين دراهم) والتعريف بالمنتوج السياحي المتنوع بولاية جندوبة مع ضرورة تحسين البنية التحتية التي مازالت تحتاج الى مجهودات اضافية خاصة بالطرقات الوطنية والجهوية وبعض المسالك الفلاحية. وعن السوق الجزائرية قال المحواشي بأنها الأفضل في تنشيط القطاع بالجهة اذ يعرف معبري ملولة وببوش حركية هامة على مدار السنة ما ستدعي منها الحفاظ على هذه السوق ومزيد تدعيمها وتوير سبل الراحة للأشقاء في الجزائر الذين ينعشون عدة قطاعات بالجهة فمن المتوقع أن يحل بمعبري ببوش وملولة 350ألف جزائري. بلقاسم العياري(مدير نزل) أكد أن نسبة الحجوزات جيدة جدا بعد حملات ترويجية بالسوق الجزائرية الى جانب المراهنة على السوق الداخلية مشيرا الى أن هذه المجهودات أثمرت نتائجها من خلال المشاركة في الملتقيات والندوات والمعارض كما أن من بين العوامل المشجعة أيضا الخدمات والأسعار في المتناول الى جانب توفر الأمن بالمنطقة السياحية طبرقةعين دراهم وخاصة تكثيف الدوريات بالمعابر ما طمأن الأشقاء على المجيء لتونس. ونشير أيضا الى أهمية مهرجان الجاز بطبرقة والذي سينطلق يمتد من20الى 28 جويلية بفضاء مسرح البحر الذي يتسع ل6500متفرج ما سيكون له الأثر الايجابي على القطاع السياحي بالجهة. كما انطلقت العديد من الفرق الرياضية المحلية والعربية في إجراء معسكراتها بكل من عين دراهم ،طبرقة وحمام بورقيبة إلى جانب الإقبال الهام على المحطات الاستشفائية بالجهة وانتعاشة الصناعات التقليدية من خلال اقامة معرض وطني بطبرقة. ورغم أهمية هذه الاستعدادات فانه بات من الضروري التصدي للمصبات العشوائية بمداخل المدن السياحية ومراجعة غلاء الأسعار بالوحدات الفندقية وتكثيف الرحلات الجوية والحملات الترويجية وتحسين البنية التحتية والاسراع بحل معضلة المؤسسات السياحية المغلقة.