يعيش حزب حراك تونس الارادة مرحلة تغيير على مستوى القيادة بعد مرحلة من التقييم على خلفية الإخفاقات السياسية التي مر بها الحزب بدءا بالانتخابات الرئاسية والتشريعية في 2014 وصولا إلى الانتخابات البلدية الأخيرة. مرحلة ترميم الحزب أو الإصلاح الداخلي عبر عنها عديد القيادات صلب الحراك في أكثر من مرة قبل عملية التنفيذ الأخيرة التي كانت نتيجتها تخلي أبرز الأسماء في الحزب عن مناصبهم لفائدة وجوه جديدة قد تندرج في إطار بث نفس جديد في الحزب في إطار عملية تسويق سياسي استعدادا للمرحلة السياسية القادمة. ويبدو أن القراءات التي رافقت تخلي كل من عدنان منصر عن رئاسة الهيئة السياسية للحراك وعماد الدايمي عن الأمانة العامة وطارق الكحلاوي قيادي الحزب اختلفت حيث يرى أن هذه المستجدات نابعة عن خلافات داخلية تشق الحراك. هذه الاستنتاجات لم تأت من فراغ إذا ما عدنا إلى الخلف في علاقة بحزب المؤتمر من أجل الجمهورية الذي كانت له حظوظ سياسية هامة في انتخابات 2011 ورغم ذلك عاش انشقاقات كبرى أدت الى بروز أحزاب أخرى يقودها أبرز المستقيلين من الحزب زيادة على استقالات هزت ما كان يعرف بحزب «النضال». كما يبدو أن شكل الاستقالات في الحراك وهو أحد «مشتقات» المؤتمر من أجل الجمهورية مختلف ظاهريا في انتظار ما ستفصح عنه المستجدات القادمة خاصة وأن أبرز القيادات المتخلفة كانت دائما يوجه لها اللوم أو المسؤولية في فشل الحركة. تخل طوعي... عدنان منصر المستقيل مؤخرا من رئاسة الهيئة السياسية لحراك تونس الارادة أكد في تصريح ل«الصباح» أنه فضل الاستقالة من موقعه مع المحافظة على عضوية الهيئة السياسية لكي لا يفهم بأنه متمسك بموقعه على حساب الرغبة في الإصلاح والتقييم داخل حراك. وأفاد منصر أن كل المستقيلين من مواقعهم مؤخرا يتبنون نفس الرؤية وهي تقييم الحزب، مضيفا أنه منذ 6 ماي الفارط تم الانطلاق في عملية الإصلاحات العميقة. كما نفى منصر وجود ايه صراعات على المواقع داخل الحراك. ونذكر بأن أعضاء الهيئة السياسية لحزب حراك تونس الارادة انتخبوا في نهاية الأسبوع الماضي خالد الطراولي رئيسا للهيئة السياسية للحزب كما صادقوا على تركيبة جديدة للمكتب التنفيذي بإشراف الأمينة العامة الجديدة درة إسماعيل التي خلفت عماد الدايمي. من جانبه أكد الدايمي الأمين العام لحراك تونس الارادة المستقيل ل»الصباح» أنه تخلى على موقعه في الأمانة العامة بشكل طوعي، مضيفا» أنه بقرار من المكتب التنفيذي وضعنا أنفسنا على ذمة الحزب ورئيسه وفتحنا المجال لتشكيل مكتب تنفيذي جديد بعد أن قدرت بعد التقييم الشامل الذي تم القيام به صلب الحزب في الأسابيع الماضية التخلي على الأمانة العامة والتركيز على المهام النيابية صلب مجلس الشعب مع البقاء على ذمة الحزب في عمليات التاطير». وأوضح الدايمي قائلا» ان التخلي عن المواقع القيادية في حراك تونس الارادة ليس نابعا عن خلافات أو مشاكل داخلية بل لإعطاء صورة جديدة للتخلي الطوعي عن المناصب خدمة للمصلحة العامة وقصد إعطاء الحزب روح جديدة استعدادا للاستحقاقات في 2019». وأفاد الدايمي في تدوينة له نشرها على «الفايسبوك « أنه تخلى طوعيا على مهمته كامين عام لحزب الحراك في أعقاب إحدى أهم وانجح دورات الهيئة السياسية للحزب وأنه تجديد كبير واع ومسؤول في قيادة الحزب اقدمنا عليه بوعي بعد نقاشات مطولة ومعمقة انطلاقا من تقرير التقييم الشامل الذي قامت به هياكل الحزب ومناضلوه طيلة أسابيع مباشرة بعد الإعلان على نتائج الانتخابات البلدية».