اختارت الهيئة المديرة لمهرجان قرطاج الدولي فضاء مدار قرطاج لاحتضان قسم هام من برمجة الدورة الرابعة والخمسين ويتعلق بالعروض المسرحية والرقص وفنون السيرك الذي ينطلق مساء اليوم ويتواصل إلى غاية 11 أوت القادم ويتضمن 12 عرضا عشرة منها تونسية وإنتاجين دوليين الأول"سانتا ماديرا" من فرنسا والثاني"تابولا" من سويسرا. وبين لسعد بن عبدالله بصفته المشرف على هذا القسم وأحد أعضاء الهيئة المديرة لمهرجان قرطاج الدولي في دورته لهذا العام ومستشارها الفني، أن اختيار فضاء مدار قرطاج جاء بعد تجارب سابقة في تخصيص فضاءات أخرى للعروض المسرحية على غرار متحف قرطاج وفضاء قصر العبدلية لكن بعض المسرحيين من تونس أو بلدان أجنبية رفضوا المشاركة في المهرجان لأنهم يفضلون العرض في قاعات عرض مغلقة أو خاصة بالمسرح، حسب تأكيده. كما نزّل اختيار فضاء مدار قرطاج في إطار تكريم أيقونة المشهد الثقافي في تونس الراحلة رجاء بن عمار. بوضع هذا الفضاء في دائرة عروض مهرجان قرطاج الدولي رغم محدودية طاقة استيعاب الفضاء الذي وذلك باختيار برمجة وعروض تتماشى وخصوصية المكان. وفيما يتعلق بالعروض المبرمجة ومقاييس وشروط الاختيار أفاد محدثنا أن الهيئة راعت التوازن في نوعية العروض سواء منها المسرحية أو الموسيقية والفرجوية وكذلك في مستوى توجهها الجماهيري فضلا عن مراعاة ميزانية المهرجان. وهو نفس المقياس الذي اعتمدته الهيئة المديرة في ضبط برنامج الدورة الرابعة والخمسين للمهرجان حسب ما أكده محدثنا. وتجدر الإشارة إلى أن فضاء مدار قرطاج سيحتضن 12 عرضا سيكون الافتتاح مساء اليوم بعرض"بنات وصلة" لهالة فطومي عرض"الفصول الأربعة" لإيميليو كالكانيو وإنتاج باليه أوبرا تونس وعرض "زواز" لسيرين الدوس و"الرهوط" لعماد المي و"الأرامل لوفاء الطبوبي و"فريدم هاوس" للمخرج الشاذلي العرفاوي إضافة إلى عرض "صولو" لعماد جمعة و"الشقف" لسيرين قنون و"العاصفة" لحسن المؤذن ليكون اختتام هذا البرنامج بعرض "مونوبول" وهو انتاج مشترك بين إدارة مهرجان قرطاج الدولي ومركز الفنون الدرامية والركحية بالقصرين. الحاجة لمن يقدم الإضافة وفي جانب آخر من حديثه دافع الأسعد بن عبدالله عن برنامج هذا العام للمهرجان واعتبره برنامجا ثقافيا متكاملا موجها لمختلف الأجيال والأذواق يعكس في تفاصيله وأبعاده واقع الإبداع عامة والموسيقى اليوم على مستويين وطني وعالمي لكن بمراعاة ميزانية المهرجان. كما اعتبر أن هذا المهرجان الذي يعد اختزالا للمشهد الثقافي والفني في تونس في حاجة لمن هم قادرون على تقديم الإضافة للثقافة التونسية بشكل خاص. لذلك دعا الفنانين في تونس للعمل على إنتاج أعمال وعروض جديدة وقيمة تؤهلهم للمشاركة في هذا المهرجان وغيره من المهرجانات الدولية الأخرى في تونس أو خارجها. وهو رأي أراد من خلاله الرد على المواقف والآراء التي انتقدت بشدة التقليص المسجل في عدد العروض التونسية في دورة هذا العام مقارنة بدورة العام الماضي خاصة بالنسبة للعروض الموسيقية والفرجوية. وقال في نفس السياق: "من لم يجد حظه في دورة هذا العام يمكن أن يستعد على أكمل وجه للدورة القادمة فالمسألة ليست كلاما وانتقاد بل عمل وسعي وحرص على النجاح والتميز. و أقول لمن انتقد برمجة أمينة فاخت أنها ستقدم أعمالا جديدة خاصة أنها تعود بعد غياب ثماني سنوات على مهرجان قرطاج الدولي بما يعني أن المجال كان مفتوحا أمام الجميع أثناء هذه المرحلة بعيدا عن منطق المنافسة". ولكنه في المقابل اعتبر في منح الفرصة لأسماء تونسية جديدة لتقدم عروض بمفردها بمثابة تكريم واعتراف بالفنان التونسي واستشهد في ذلك بعروض كل من حسان الدوس وهالة المالكي وعلي الجزيري لأول مرة في مسيرتهم. نزيهة الغضباني