على مسرح سيدي الظّاهر بسوسة وأمام جمهور محترم العدد أحيت ليلة أمس الأوّل الثلاثاء الفنّانة صوفيّة صادق سهرة افتتاح الدّورة ستّين لمهرجان سوسة الدّوليّ حيث اعتلت المسرح في حدود العاشرة والنّصف مساء وأطلّت كعادتها بفستان جذّاب عكس درجة عنايتها بشكلها ومظهرها التي تظاهي اهتمامها وتعهّدها لصوتها وموهبتها فافتتحت طبقها الغنائيّ بأغنية وطنيّة "تونس بلد النّصر" شدّدت من خلالها على افتخارها بالإنتساب للوطن تونس والإعتزاز بالموطن ومسقط الرّأس مستعرضة في الوقت ذاته من خلال محاورة جمهورها أفضال عدد من رجال سوسة الذين تعهّدوها وهي صغيرة بالرّعاية والإحاطة وفي مقدّمتهم المرحوم عبد الحفيظ بوراوي وإثر ذلك مباشرة انخرطت صوفيّة في آداء طبق فنيّ ثريّ ومتنوّع فانتقت من قديمها "أنا عاشقة ياليالي" و"حرام عليك"وأغنية "نموت عليك" و"بتحلى اللّيالي" و"ضيّعت العمر ليالي" و"مراسيلي" و"فيك ايه خلاّني هويتك" و"يهبّل" وغيرها من الدّرر الفنيّة التي حرّكت المشاعر والوجدان واستعادت في أذهان العديد من بين الحضور ذكريات مرحلة مهمّة لجيل الصّحوة الفنيّة التّونسيّة فبدا حسن التّفاعل بين المطربة وجمهورها وازداد ذلك تجلّيا عند آدائها بكلّ اقتدار لكوكتال غنائيّ تونسيّ ضمّ جملة من الأغاني التّراثيّة وأخرى ألهبت المدارج ورفعت من منسوب الإنتشاء ممّا دفع بالكثيرين إلى الرّقص تحت ايقاعات أغاني "يا بنيّة العرجون " و"عشيري الأوّل" و"أمان يا الماني" و"خالي بدّلني"إلى جانب تقديم ما اعتبرته صوفيّة جديدا ودافعت عن ذلك بقوّة خلال النّدوة الصحفيّة فأدّت أغنيتي"راني حرت معاك" و"برّه عوّل على روحك" وايمانا منها -كما ورد على لسانها خلال النّدوة الصحفيّة -بأنّ ولاءها كان وسيكون لتونس فحسب لا إلى أحزاب أو أشخاص وهو ما يجعلها فخورة بأغلب أغانيها فقد أصرّت صوفيّة على أن تختتم سهرتها في حدود منتصف اللّيل بآداء أغنية "يا تونس" والشّهيرة "بالأمن والأمان"اللّتين شكّلتا نقطة نهاية سهرة اللّقاء والحنين بين مطربة حرصت على أن تكون سخيّة معطاء في فنّها وحبّها فبادلها جمهورها ذات الشّعور والإحساس بكثير من الإحترام والتّقدير.