تعهّد القطب القضائي لمكافحة الإرهاب بعملية السطو المسلّح على فرع بنك الأمان الكائن بمفترق حي النور بالقصرين من طرف مجموعة ارهابية تتكون من 11 عنصرا وتولى سبعة منهم احتجاز مواطن في سفح الجبل المذكور وافتكوا سيارته في حين قام الاربعة الآخرين بعملية السطو باستعمال ثلاثة اسلحة «كلاشينكوف» وتمكنوا من الاستيلاء على 90 ألف دينار ظهر أمس الاول. وقد أذنت النيابة العمومية للوحدة الوطنية للأبحاث بالإدارة العامة للأمن الوطني بالبحث في ملابسات العملية. ووفق ما تحصلت عليه «الصباح» من معطيات فإن من بين العناصر ال11 هناك جزائريين ومازالت عمليات التمشيط جارية لملاحقتهم والقبض عليهم. ووفق ما اكده لنا الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية سفيان الزعق فإن الابحاث تتقدم بشكل ايجابي كما شدد على ضرورة عدم الافصاح عن اية معطيات حاليا لاسباب امنية. ناقوس خطر.. بعد أن تعهد قطب الارهاب بعملية السطو على فرع بنك الأمان بالقصرين وتصنيفها عميلة إرهابية بات خطر الارهاب يهدد المؤسسات المالية لا سيما وان العملية نفّذت في وضح النهار وفي مكان مزدحم بالمباني والفروع البنكية. «الصباح» كان لها اتصال مع الخبير الامني والعسكري علي الزرمديني ليبين لنا قراءته حول العملية فأفادنا ان العقيدة الارهابية تقوم على عدة جوانب ومن بينها وبعيدا عن الفعل المادي القتالي إحداث الفوضى وخلق الاضطراب لدى الرأي العام والعمل على توفر عنصر الاسناد بكل مكوناته المادية واللّوجيستية ويستفيدون من التهريب والسطو على المؤونة من الاهالي، كما تقوم على جمع الأموال بكل الطّرق من بينها ما يعبر عنه ب«الاحتطاب» و«الاحتطاب» هو عمليات سطو وسرقة وجمع للموارد المادية التي تكون السبيل لإحياء الإرهاب والمساعدة والتخطيط على تنفيذ عملياته وتواصل الحياة لدى العناصر الارهابية سواء في الجبال او غيرها. بين الخبير الامني والعسكري علي الزرمديني أن هذه العملية يعطيها الإرهابيون طابع «الحلال» والمشروعية على اعتبار ان في مفهومهم الغاية تبرر الوسيلة. عمل «مافيوزي».. أشار الزرمديني الى ان الارهاب يستنبط الافعال من الافعال التي تأتيها المافيا عامة والمال قوام الاعمال والمافيا هي عصابات تاتي مثل هذه الافعال واكثر مما يؤكد على أن كل مخططات الإرهاب هي مخططات مافيوزية» مستنبطة فعليا وعمليا من افعال المافيا. ووفق محدثنا فإن التوقي والحذر ليس تجاه الفعل المادي القتالي بل تجفيف المنابع وحماية المؤسسات المالية من مثل هذه الافعال وغيرها. الارهاب قائم على أفعال مادية لخلق الفوضى في البلاد وقال الزرمديني إن اليوم ظهر بالكاشف وجود بعض الثغرات التي يجب تداركها والسلاح الأقوى والأكثر فاعلية هو الاستعلام والاستخبار والمحاصرة وبالتالي وجب الاحتياط من جوانب عديدة لانه طالما انسدّت أفق الإسناد أمام الجماعات فان ذلك من شانه ان يدعم المحاصرة ويخنق تلك الجماعات في معاقلها ويضعف بنيتها ويتمكّن منها. بين علي الزرمديني أن البنوك هي جانب حيوي والإرهاب يستهدف المواقع الحيوية كالبنوك ويخطط كذلك لاستهداف المواقع الحساسة وهنالك اختلاف بين النقاط الحيوية والنقاط الحساسة والارهاب لا يستثني أي دائرة مالية فكل منطقة فيها دائرة مالية قد تكون محل استهداف وهنا يجب التقليص من السيولة المالية الى حد كبير واخذ احتياطات مالية قصوى على غرار البنوك في اوروبا حيث لا يتم فتح الباب الا عند التاكد من هوية الحريف. واكد الزرمديني على ان العدو موجود بيننا وهنا يكمن الخطر وهنالك اطراف كانت لها يد في عملية السطو على فرع بنك الامان بالقصرين تم التعرف عليها أصيلي المنطقة مما يؤكد على أن الارهاب أخطبوط متداخل بين اطراف من الداخل واطراف من الخارج يجب ان نتهيّا لهم جميعا. للإشارة فإن وزير الداخلية هشام الفراتي صرّح أمس أن القضاء هو الوحيد الذي يمكنه الجزم بوجود صبغة إرهابية في عملية السطو وأن الوزارة بصدد تقييم العملية واتخاذ الإجراءات المناسبة.