انطلق حفل الشاب فيصل الصغير أمام جماهير غفيرة جدا ضاقت بها مدارج المسرح البيزنطي ما جعل أعدادا هائلة من أحباء أغاني الراي في التسلل بحكم نفاد التذاكر ومحدودية طاقة استيعاب الفضاء الذي يحتضن سهرات مهرجان قفصة الدولي كما أن عددا من الجماهير تنقل من عدة ولايات مجاورة خصوصا من سيدي بوزيد على خلفية تعذر مواكبة العرض الفني لهذا الفنان الجزائري الشاب الذي كان مفترضا تقديمه ضمن فقرات مهرجان سيدي بوزيد. إذن ما يمكن ملاحظته بخصوص حفل الشاب فيصل الصغير هو حتما رواج موسيقى الراي في صفوف الشباب وانتشارها الواسع لدى هذه الشريحة العمرية وهو ما يبرزه الحضور المكثف للشباب من كلي الجنسين على شبابيك التذاكر بمجرد الإعلان عن انطلاق ترويج البطاقات فضلا عن الازدحام الملحوظ أمام أبواب الدخول الأمر الذي تطلب وقفة حازمة من قبل أعوان الأمن ويقظة تامة للحيلولة دون وقوع تجاوزات ممكنة سواء داخل الفضاء أو خارجه وكذلك قبل وبعد الحفل. العلمان التونسي والجزائري جنبا إلى جنب وبالحديث عن الحفل نشير الى أن المدة الزمنية التي استغرقها لم تتجاوز الساعة وهو ما أثار استياء الجماهير الغفيرة التي كانت تنتظر على أحر من الجمر وقائع هذا الحفل ولقاء نجم الراي الجزائري لكنهم أصيبوا بخيبة أمل كبرى وفقا لرأي احد الشبان ممن تجشموا عناء التنقل من القصرين إلى قفصة بمعية مجموعة أخرى من مناطق مختلفة وهو نفس الانطباع الذي ارتسم لدى جمهور قفصة. ورغم ما ذكرنا يمكن القول إن جمهور الراي قد استمتع بأداء الشاب فيصل الصغير كما رقص وتمايل على وقع الموسيقى الصاخبة والإيقاعات السريعة حيث بلغ الأمر إلى حصول حالة أو حالتي إغماء في صفوف الجمهور. الشاب فيصل الصغير فسح المجال في عدة مناسبات أمام الجمهور لترديد أغانيه محييا في الأثناء الأخوة التونسية والجزائرية قبل أن يلتحف رايتي البلدين. وقد أدى الشاب فيصل الصغير في الحيز المتواضع لهذا الحفل من أغانيه المعروفة على غرار (كذابة) و(توحشتك أنا) فضلا عن نغم جديد بعنوان (يا للا) ليسدل الستار على الحفل وسط اندهاش وحيرة الجمهور الذي كان يتطلع إلى المزيد من الأغاني لكن نجمه كان «شحيحا» حسب وصف عدد من رواد مهرجان قفصة الدولي ليرتسم أكثر من سؤال حول أسباب هذا «الحفل المقتضب» خصوصا وأن كل الدلائل كانت تشير إلى إمكانية تواصله لفترة أطول في ضوء التفاعل الكبير وذروة التواصل بين الفنان وجمهوره.